حضر ملف الصحراء المغربية مجددا في البرلمان البريطاني، حيث تراهن جبهة البوليساريو كثيرا على بريطانيا لتعويض الدعم الفرنسي للمغرب وغموض الموقف الفرنسي فيما يعرف ب “جمعية أصدقاء الصحراء الغربية” التي تقدم مقترحات للأمم المتحدة بشأن النزاع.
وخلال الأيام الأخيرة، أجابت الحكومة على سؤال للبرلماني مارك ويليامز الذي يعتبر من أعمدة لوبي البوليساريو في البرلمان، حيث قال توبياس ألوود وكيل وزارة الخارجية الذي اعتبر أن بريطانيا تقف الى جانب قرارات الأمم المتحدة التي تنص على حل متفق عليه للبث النهائي في السيادة على الصحراء.
وتنسج جبهة البوليساريو علاقات مع نواب برلمانيين من مختلف الأحزاب السياسية، العمال والمحافظين والليبراليين، ويتمظهر ذلك في ارتفاع نسبة الأسئلة التي شهدها البرلمان البريطاني خلال السنة الأخيرة حول نزاع الصحراء، علما أنه في الماضي كان موضوع الصحراء غائبا عن هذا المجلس التشريعي.
ورهان البوليساريو على بريطانيا يعود الى الثلاث سنوات الأخيرة، وبالضبط بعدما بدأت لندن تتحفظ على اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي في حالة ضمها مياه الصحراء. وتطور الأمر الى التشدد في مواقف حقوق الإنسان ومبدأ تقرير المصير.
وتعتبر السفارة البريطانية من السفارات الغربية القلائل جدا في الرباط التي تبعث وفدا دبلوماسيا بشكل دوري للإطلاع على وضعية حقوق الإنسان في مدن الصحراء، وتعتمد التقرير في صياغة موقفها في مجلس الأمن.
وكان تقرير سري للسفارة المغربية في لندن وآخر تقييمي للخارجية حول موقف بريطانيا من التقارير التي سربها القرصان كريس كولمان في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قد كشف عن قلق المغرب من سياسة التشدد التي تنهجها بريطانيا في ملف الصحراء، وهي سياسة تعاكس مصالح المغرب.
ورهان جبهة البوليساريو على بريطانيا يدخل ضمن استراتيجية كسب تعاطف وتأييد دولة فعالة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكذلك في “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية” المكونة من فرنسا وبريطانيا واسبانيا وروسيا والولايات المتحدة والتي تتولى تقديم مقترحات حول نزاع الصحراء. وتتزعم بريطانيا كل المبادرات المضادة للمغرب. وكانت وثيقة دبلوماسية أمريكية كشفتها ويكليكس قد أبانت عن مفاوضات فرنسية-بريطانية في ملف حقوق الإنسان في الصحراء، حيث ظهر بقوة التشدد البريطاني.
كما يدخل الرهان على بريطانيا ضمن إيجاد توازن مع فرنسا التي تميل الى الموقف المغربي (رغم الأزمة الحالية بين باريس والرباط) ولتعويض الغموض الإسباني الحالي، إذ تؤكد مدريد على تقرير المصير لكنها تتبنى ضبابية في ملف حقوق الإنسان وتقرير المصير.
ولا يمكن عزل انفتاح بريطانيا على جبهة البوليساريو بمعزل عن تطور علاقاتها مع الجزائر، فرئيس الحكومة دفيد كاميرون زار الجزائر منذ سنتين، وارتفع التبادل التجاري بين البلدين الى قرابة تسعة ملايير دولار، حيث تفوق على التبادل التجاري بين الجزائر وروسيا.