عن سن يناهز 84 سنة، رحلت مساء السبت 17 يناير الممثلة المصرية فاتن حمامة بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني جعلتها تحظى بلقب سيدة الشاشة العربية وتتحول الى أبرز علامات الفن العربي طيلة القرن العشرين.
ونقلت وكالة الأنباء المصرية تعرض فاتن حمامة لوعكة صحية أدخلتها الى مستشفى دار الفؤاد في مدينة 6 أكتوبر، وغادرت المستشفى بعد تعافيها إلا أنها تعرضت اليوم لوعكة صحية مفاجئة وفارقت الحياة.
والممثلة التي ولدت سنة 1931 بدأت مسيرتها الفنية صغيرة وفي دور صغير سنة 1940 في فيلم “يوم سعيد” الى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، وابتداء من الخمسينات بدأت تتولى دور البطولة ومنها الى جانب زوجها السابق الممثل الشهير عمر شريف والى جانب عمالقة التمثيل والغناء مثل فريد شوقي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمود ياسين.
ويعتبر فيلم “لك يوم يا ظالم” الذي أدت بولته ومن إخراج صلاح أبو سيف منعطفا في حياتها حيث تابعته بأفلام من قبل “بابا أمين” ليوسف شاهين” وفيلم “صراع في الوادي” للمخرج نفسه وفيلم “المنزل 13” لكمال الشيخ، ومثلت آخر فيلم سنة 1993 “أرض الأحلام” لداود عبد السيد.
وتعتبر فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية وايقونة الفن العربي في القرن العشرين، إذ تعتبر من الممثلات العربيات القليلات اللواتي يعرفهن مختلف الأجيال العربية منذ الخمسينات.
وفي المقال لاذي يوجد في وكيبيديا حولها، يتحدث عن ملاحقة المخابرات المصرية لها وصراعها مع الرئيس جمال عبد الناصر، حيث اضطرت ال مغادرة مصر. وتقول فقرات هذا المقال:
“استنادا إلى مقابلة صحفية لها مع خالد فؤاد فإنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن، وكان السبب الرئيسي وعلى لسانها “ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية”، وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها “التعاون معهم” ولكنها امتنعت عن التعاون بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم “الذي كان ضيفهم الدائم في السجون”، ولكن امتناعها عن التعاون أدى بالسلطات إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.
أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها “ثروة قومية. وكان عبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر. وعند عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم “إمبراطورية ميم” (1972)، وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي “أريد حلا” (1975) نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج الطلاق في مصر وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع”.