تتخذ دول جنوب أمريكا مواقف راديكالية واشنطن المتحدة بسبب برنامج التجسس العالمي لوكالات الاستخبارات الأمريكية، بين التنديد وتقديم حق اللجوء السياسي للعميل الأمريكي إدوارد سنودن فاضح برامج التجسس والذي يتسبب في أكبر أزمة دبلوماسية بين أمريكا اللاتينية ودول أوروبية.
وانفجر ملف إدوارد سنودن الشهر الماضي عندما كشف أن الولايات المتحدة تمتلك برنامجا للتجسس على العالم بدون استثناء. وهرب سنودون الى هونع كونغ ولاحقا الى مطار موسكو حيث يوجد الآن في انتظار حصوله على اللجوء السياسي. وكشف سنودن عن برنامج تجسس عالمي اسمه بريزم ثم برنامج آخر اسمه تمبرا، الأول يتجلى في تقديم شركات أمريكية عالية مثل غوغل وآبل وسكايب والفاييسوك بيانات الى الاستخبارات الأمريكية والثاني تمبرا يتمثل في اعتراض الولايات المتحدة وأمريكا وبريطانيا كل مكالمات واتصالات العالم.
وتتزعم دول أمريكا الجنوبية وخاصة “دول ميركوسور” وهي البرازيل والأرجنتين وبوليفيا والأوروغواي وفنزويلا الحملة ضد واشنطن، لاسيما بعدما ضغطت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على دول أوروبية لكي لا تسمح لطائرة الرئيس البوليفي إيفو موراليس بالمرور من أجواءها بعدما اعتقدت أنها تحمل إدوارد سنودن.
في هذا الصدد، أصدر رؤساء الدول الخمسة المشكلة لميركوسور في قمة لهم أمس في الأوروغواي بيانا تنديديا شديد اللهجة ضد الولايات المتحدة تتهمها بالتجسس لا لأهداف مكافحة الإرهاب بل لمعرفة المخططات المالية والعلمية لهذه الدول ودول العالم وتستعملها ضدهم.
في الوقت ذاته، استدعت الدول الخمسة سفرائها في إيطاليا وفرنسا واسبانيا والبرتغال للتشاور معهم بعد قرار هذه الدول التماطل في الترخيص لطائرة رئيس بوليفيا موراليس عبور الأجواء الأوروبية عائدا من موسكو بعد حضوره لقمة منتجي الغاز، حيث كانت تعتقد هذه الدول الأوروبية أنه يحمل العميل سنودن معه.
ورغم تحذير واشنطن دول العالم بأنها لن تتساهل مع أية دولة إذا منحت اللجوء السياسي لسنودن، عرضت ثلاث دول من أمريكا اللاتينية اللجوء على عميل وكالة الأمن القومي الأمريكي وهي نيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا. ويبدو أن سنودن سيتقدم بلجوء سياسي الى روسيا، حسبما أفادت وكالات الأنباء في موسكو.
وفي تطور في ملف سنودن، كشف الصحفي البريطاني غرين غرينولد من جريدة ذي غارديان في حوار مع الجريدة الأرجنتينية “لنسيون” عدد اليوم، وهو الصحفي الذي فجر هذه الفضيحة أن سنودن لديه آلاف الوثائق في حالة نشرها سيضع الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية. وتابع أن هذه الوثائق تهم كيفية التجسس على كل دولة في العالم.