توفي الحاج محمد علي رئيس الجماعة الإسلامية في سبتة المحلتة يوم الثلاثاء ودفن يوم الخميس من الأسبوع الجاري في جنازة مهيبة، وتحسّر الكثير من سكان سبتة على غياب المسؤولين المغاربة في الجنازة بل وغياب تعزية من الملك محمد السادس لعائلة المرحوم وعائلته الكبيرة في سبتة.
واعتاد الملك توجيه تعازيه الى الأسماء المعروفة في الحقل السياسي والثقافي والاجتماعي، لكن هذه المرة تغيب تعزية الملك عن شخصية وطنية رفعت مطالب المغرب حول سبتة ومليلية في حافل دولية وفي سبتة نفسها.
وكان الحاج محمد علي رئيس الفيدرالية الإسبانية للجمعيات الإسلامية التي كانت أداة لنشر المذهب السني المالكي في اسبانيا، وتعرض لمضايقات بسبب اتهامات له بالولاء للمغرب على حساب اسبانيا.
وخلال أزمة جزيرة ثورة، وإبان الإهانة التي تعرض لها المغرب بالتدخل العسكري، كان الوحيد الذي عقد ندوة وسط سبتة ورفع صوته عاليا مطالبا بخروج اسبانيا من سبتة ومليلية، موقف أعلنه منذ السبعينات الى وفاته الثلاثاء بأزمة قلبية في وقت حذفت الدولة المغربية من قاموسها وأجندتها كل إشارة الى المدينتين. والمثير أن الاعلام الرسمي بالإشارة الى وفاته نسب له اشياء لا توجد بل وقال بمواقفه الوطنية الثابتة دون ربطه بسبتة ومليلية.
ويبقى التساؤل: ألا يستحق تعزية ملكية، أم الصمت حول هذا الملف وصل الى الأعراف الإنسانية بعدما تجاوز ما هو سياسي؟