وضع كولونيل سابق في الجيش الإسباني أمام النيابة العامة للدولة دعوى ضد الملك خوان كارلوس بتهمة فرضية اغتيال شقيقه سنة 1956، ويتعلق الأمر بحلقة من الحلقات الغامضة في التاريخ الإسباني خلال العقود الأخيرة. وفي حالة قبول الدعوى، ستكون الثانية التي ترفع ضد الملك في المحاكم الإسبانية بعد دعوى تطالبه بالاعتراف ببنوته لأمرة بلجيكية.
ونشرت جريدة بوبليكو التي تعتبر من كبريات الجرائد الرقمية في اسبانيا خبر الدعوى اليوم الاثنين، مؤكدة وضع الكولونيل السابق أماديو مارتينيث إنغليس دعوى لدى النيابة العامة للدولة للتحقيق في مسؤولية الملك في الظروف الغامضة التي لقي فيها شقيق الملك حتفه برصاصة في الرأس، وكان يسمى ألفونسو.
ويؤكد الضابط السابق أن مقتل ألفونسو لم يكن عارضا كما ادعت حكومة الجنرال فرانسيسكو فرانكو سنة 1956 وإنما قد يتعلق الأمر ب “جريمة ذات طابع سياسي من وراءها الجنرال فرانكو وبتخطيط من المخابرات السرية ونفذ العملية خوان كارلوس الملك الذي حكم البلاد 39 سنة”، وفق نص الدعوى.
وكان ألفونسو قد لقي حتفه في إستوريل بالبرتغال عندما كان رفقة شقيقه خوان كارلوس الذي سيصير لاحقا ملكا للبلاد، وقالت الدولة وقتها أن سبب القتل هو حادث ناتج عن تنظيف المسدس. وقدم الكولونيل أنغليس رواية مختلفة في كتاب أصدره خلال فبراير الماضي بعنوان “موت سنكيتا” حول هذا الحادث، مؤكدا وقوع في كسريس في اسبانيا بالقرب من البرتغال، ومشددا على عملية الاغتيال لأسباب سياسية منها عدم منازعته على العرش مستقبلا.
ويوم الاغتيال، 29 مارس 1956، طلب دوق برشلونة خوان من خوان كارلوس القسم بعدم التسبب في مقتل شقيقه عمدا، وكان ذلك القسم من المؤشرات التي ساهمت في انتشار عملية التصفية. وطالب أعضاء من العائلة الملكية مثل خايمي دي بوربون، عم ملك خوان كارلوس بفتح تحقيق قضائي فيما اعتبره جريمة قتل.
وينقسم المؤرخون حول الحادث، حيث توجد روايات متعددة، والآن تنتقل لأول مرة الى القضاء على يد ضابط سابق في الجيش الإسباني يؤكد توفره على دلائل تدين الملك خوان كارلوس.
وجرى تسجيل الدعوى، ولكن يجهل هل سيتم قبولها والبدء في التحقيق. وهي الدعوى الثانية التي يجري تقديمها أمام القضاء ضد الملك خوان كارلوس الذي يستمر في التمتع بصفة الملك ولكن ليس ملك اسبانيا، وهي الصفة التي لدى ابنه فيلبي السادس. وكانت المحكمة العليا قد قبلت الأسبوع الماضي دعوى تقدمت بها امرأة بلجيكية تطالب الملك خوان كارلوس الاعتراف ببنوته لها.