منذ سنتين ارتفع البحر قبالة سواحل اليابان ومحا حياة الآلاف من البشر في أحدى أكبر الكوارث الطبيعية التي عرفها التاريخ الحديث، ومن وقتها وهذا الزلزال محل دراسة مكثفة لم تحدث من قبل، والخندق الذي تكون نتيجة لهذا الزلزال يعتبر أفضل ما تمت دراسته في هذا الصدد.
وقد صدرت مؤخرا دراسة في مجلة “Science” تكشف أسرار هذا الزلزال الهائل قبالة الساحل الشرقي لليابان الذي حدث عام 2011، والذي مازال يطرح حقائق قادرة على إدهاشنا.
والخبراء يقدرون الإنشقاق الذي حدث، أو المسافة بين طبقتي الأرض اللتين تباعدتا أثناء الزلزال، بما مقداره 50 مترا. وأكبر ثاني انشقاق تم رصده، قد يكون ذلك الناتج عن زلزال شيلي عام 1960 الذي تراوح حجم الإنشقاق فيه بين 30 و 40 مترا.
ويقترب من هذه المسافة الزلزال الضخم في جزيرة سومطرة عام 2004 الذي أحدث فلقا في الارض يقدر من 20 إلى 25 مترا. ويقول “كيلن فانج” العالم الجيوفيزيائي : ” لم نر من قبل فلقا يصل إلى 50 مترا” ويوضح “كيلن” ما حدث بقوله: معظم الحركة في طبقات الأرض تتم بطريق أفقية، ولكن لأن الطبقات في هذه المنطقة كانت محشورة في بعضها البعض فقد قامت الإزاحة التي حدثت بدفع مياة البحر إلى الأعلى وتكوين هذا التسونامي القاتل الذي ضرب اليابان.
ويقول “فريدريك شيستر” العالم الجيوفيزيائي والمؤلف الرئيسي لإحدى الدراسات أيضا : الإنزلاق الذي حدث بفعل طبقات الطين هو المفتاح الأساسي لفهم ما حدث، شريحتا الأرض الرئيسيتان المتسببتان في هذه الكارثة هما شريحة المحيط الهادي التي يوجد فوقها المحيط الهادي، وجزء من شريحة أمريكا الشمالية التي توجد فوقها أجزاء من اليابان. ويوضح العالم أن طبقة رقيقة من الطين كانت موجودة فوق شريحة المحيط الهادي التي غاصت تحت جزء من شريحة أمريكا الشمالية. وعندما غاصت شريحة المحيط الهادي في الخندق قبالة ساحل اليابان انزلقت الشريحة الأخرى بفعل الطين محدثة الشق الضخم وهذه القدرة الهائلة على دفع المياه للأعلى.