يؤكد الدبلوماسي والأكاديمي الإسباني، أنخيل مانويل بايستيروس، صاحب أطروحة اقتسام الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو لوضع حد للنزاع، أن الضرورة الاستراتيجية ستفرض على اسبانيا تسليم سبتة ومليلية المحتلتين الى المغرب مباشرة بعد استعادتها صخرة جبل طارق من بريطانيا.
وفي حوار مطول مع الجريدة الرقمية “فارو دي سيوتا”، أبرز هذا الدبلوماسي الذي شغل مناصب متعددة منها “رئيس المجلس الأعلى للشؤون الخارجية الإسبانية” حول موقف المغرب من المدينتين، أنه يستبعد لجوء المغرب الى المحكمة الدولية لحل النزاع، معتبرا أنه يفتقد لأدلة قوية. ولكنه لا يستبعد رهان المغرب على مبدأ استكمال الوحدة الترابية لتبرير أطروحته. ويؤكد تخفيض المغرب للمطالبة بالمدينتين في لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة منذ سنة 1975. وفي الوقت ذاته، يعتبر أن الملك محمد السادس زاد من تجميد هذا الملف مقارنة مع أبيه الحسن الثاني. ويذكر أن خطاب الأمير مولاي رشيد في الأمم المتحدة لم يشر الى سبتة ومليلية المحتلتين.
وفي المقابل، يبرز ما يعتبره امتلاك اسبانيا الأدلة القانونية والتاريخية لتأكيد اسبانية المدينتين. ووضع كتبا عديدة في هذا الشأن. واعترف أن هذا لا يكفي أمام ثقل العامل جيوسياسي، مبرزا في هذا الصدد عدم سماح أي دولة كبرى باستمرار اسبانيا في مدينتي سبتة ومليلية في حالة استعادتها لصخرة جبل طارق. ويتابع موضحا أن الدول الكبرى لن تسمح لإسبانيا بمراقبة منفذي ممر بحري استراتيجي مثل مضيق جبل طارق.
وألقى الضوء على عامل آخر يثير الكثير من الجدل وهو العامل السكاني المتمثل في ارتفاع نسبة السكان المسلمين الذين قد يعتبرون متعاطفين مع المغرب. ويعتبر مانويل بايستيروس الدبلوماسي الإسباني الوحيد الذي عمل في الصحراء ما بين 1975-1979 حيث أشرف على المصالح الإسبانية ومنها الممتلكات. ويكشف في هذا الحوار أنه صاحب فكرة اقتسام الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو التي كان قد بحثها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر سنة 1999. وكان جيمس بيكر قد طرح بشكل غير رسمي هذه المبادرة التي رفضها المغرب.