صادق برلمان دولة إيسلندا الاثنين من الأسبوع الجاري على قرار يدعم تقرير المصير ويطالب حكومة البلاد بالعمل على دعم استفتاء تقرير المصير، وبدأ المغرب يتحرك ولكن بعد المصادقة على القرار. ويأتي هذا المستجد ليبرز غياب رؤية لدى مؤسسة المخابرات والدبلوماسية في وقت يشهد فيه ملف الصحراء تطورات مقلقة، كما يطرح فشل المغرب في الحصول على دعم واحد لبرلمان في العالم.
ورغم بعدها الجغرافي، ركزت جبهة البوليساريو على دولة إيسلندا ضمن تركيزها على مختلف دول شمال أوروبا لكسب التأييد. ويأتي التركيز على برلمان إيسلندا بعد التغلغل في برلمانات دول مثل الدنمرك والنروج والسويد، برلمان هذه الأخيرة أقدم على الاعتراف بما يسمى جمهورية البوليساريو. وصادق برلمان الدنمرك الأسبوع الماضي على قرار جديد للجنة الخارجية يؤيد دعم تقرير المصير. وكانت المحاولات الوحيدة لواجهة البوليبساريو في البرلمان الدنمركي هي التي قام بها نشطاء من الجالية المغربية مؤخرا.
وشهد برلمان إيسلندا خلال أكتوبر الماضي تأسيس لجنة لدعم البوليساريو، وبعد مرور سبعة أشهر نجحت اللجنة في استصدار قرار من البرلمان ينص على ضرورة دعم إيسلندا عبر دبلوماسيتها لتقرير المصير في نزاع الصحراء والدفاع عن حقوق الإنسان في المنتديات الدولية.
ولم تنتبه خارجية ومخابرات المغرب لهذه المبادرة التي أقدم عليها البوليساريو حتى طرح برلمان إيسلندا القرار في أجندته، وبدأ المغرب يسارع لاحتواء هذه الخطوة لكنه جاء متأخرا. وينتظر إرسال المغرب وفدا الى إيسلندا لشرح وجهة نظر المغرب.
وتطرح مبادرة برلمان إيسلندا تحديا حقيقيا يتجلى في التساؤل التالي: لماذا عجزت دبلوماسية المغرب ومخابراته على استصدار قرار واحد من برلمانات العالم التي يفوق عددها 220 يدعم الحكم الذاتي؟