أوردت المجلة الأمريكية الشهيرة فوراينر بوليسي منذ ايام تقريرا حول تكلفة اللوبي المغربي في الولايات المتحدة على ميزانية المغرب، وهو اللوبي المكلف حسبما هو مأمول بتليمع صورة المغرب والدفاع عن مصالح المغرب بخصوص ملف الصحراء وصورة الملك محمد السادس. وقام الاعلامي تيجيني في شريط هام وضعه في يوتوب بتحليل هذه الميزانية، بل و عمد إلى مقارنتها بما تنفقه الجزائر وجبهة البوليساريو على لوبييها هناك وفي ضوء النتائج التي تحققها هذه اللوبيات. وفق النتائج المحصل عليها سياسيا في واشنطن، يبقى الامر مثيرا للتساؤل على نحو ملح بشأن مستوى كفاءة الدبلوماسية والمخابرات المغربيتين، وأساسا العسكرية التي يديرها ياسين المنصوري، في إدارة هذه المعركة،وهل تبرر النتائج حجم ما ينفقه المغرب على لوبييه في الولايات المتحدة .
وخلال سنوات، ووسائل الاعلام الرسمية في المغرب تنشر بين الحين والآخر مقالات تنسبها الى أمريكيين تشيد بما يسمى الإصلاح السياسي. ومن خلال جرد لتلك المقالات والجهات التي تقف وراءها، يتبين أنه مؤدى عنها وتدخل في إطار ما يسمى “صحافة العلاقات العامة”. وتكشف فوراينر بوليسي أن المغرب أدى ما مقداره 20 مليون دولار للوبي الأمريكي خلال السنوات الست الأخيرة ووفق مصلحة الضرائب الأمريكية، للدفاع عنه في واشنطن مقابل 42 ألف دولار من طرف البوليساريو ومليونين ونصف مليون دولار دفعتها الجزائر في المدة نفسها.
ومن خلال المقارنة، حصد المغرب نكسة دبلوماسية حقيقية بعدما كادت واشنطن أن تفرض في مجلس الأمن قرارا ينص على مراقبة قوات المينورسو حقوق الإنسان، وعندما زار الملك محمد السادس البيت الأبيض جرى التعامل معه بمستوى بروتوكولي يدعو للتساؤل عندما استقبلته في الباب موظفة بروتوكول وليس الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيجتمع به في الداخل، وهذا يحدث لأول مرة. كما تضمن البيان المشترك فصلا واضحا بين الصحراء والمغرب.
وفي المدة نفسها، استطاع البوليساريو وبدعم من الجزائر تشكيل لجنة تأييد وسط الكونغرس الأمريكي، ونجح في التسلل الى كبريات وسائل الاعلام الأمريكية مثل نيويورك تايمز والواشنطن بوست وقناة سي إن إن بل أكثر من هذا، تلقى بعض مسؤوليه دعوات لزيارة واشنطن مثل مناسبة “الفطور” التي يقيمها الرئيس الأمريكي.
شريط تيجيني يبرز كيف يستغفل السفير الأمريكي السابق إدوارد غابرييل المغاربة من خلال مراكز متعددة يقف وراءها هو شخصيا ليحصل على 20 مليون دولار مقابل أشرطة فيديو لا تتعدى نسبة المشاهدة 20 شخصا في المجموع طيلة شهور. ليكون المغرب قد مول أغلى أشرطة فيديو في التاريخ والنتيجة صفر. وفي المقابل نجد شريط “أبناء الغيوم” يعرض في العواصم الكبرى وآخرها باريس ويجمع الدعم.
قضية اللوبي الأمريكي-المغربي فضيحة بكل المقاييس، تظهر عجزا كبيرا في صياغة استراتجية لبناء رأي عام أجنبي متعاطف مع المغرب. ولا يمكن التبرير لهذا الخلل في حجم الانفاق أو في انتقاء المؤسسات أوالأشخاص الذين يجري اعتمادهم للقيام بهذه المهام، ولا يتيعن حجب هذا الخلل خلف القضية الوطنية. كما يتعين الكف عن ممارسة “إرهاب فكري” ضد كل من يسائل هذه السياسية و يكشف هذه الفضائح، والتوقف أيضا عن اللجوء الى صحافة “السب والقذف” للهجوم على الصحفيين والسياسيين.
ويشرف على اللوبي المغربي الأمريكي كل من القصر عبر ديوانه أساسا في شخص الطيب الفاسي الفهري، والمخابرات العسكرية التي يرأسها ياسين المنصوري ومؤسسة الفوسفاط عبر مصطفى التراب، وما يجري يدعونا للتساؤل حول مستوى الكفاءة المتحققة لدى الأطراف الثلاث على ضوء النتائج التي جرى تحقيقها، وهي تظهر نكسة لا غبار عليها.