“لغة الخشب” هو العنوان البارز أو التعليق الرئيسي الذي أطلقه نشطاء الفايسبوك والمهتمين بالعلاقات المغربية-الفرنسية على أجوبه وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي في الحوار الذي أجرته معه إذاعة أوروبا 1 في نهاية الأسبوع الجاري، لكن الأمر ربما يتعلق بما هو أكقر “التواصل الخشبي”.
وجوهريا، لا يتعلق الأمر بضعف تواصل مصطفى الخلفي باللغة الفرنسية، فهو ليس ملزما بالتحدث بلغة فيكتور هيغو ، وكان من حقه طلب الترجمة الفورية، فالوزراء الأجانب الذين يزورون المغرب لا يتحدثون بالعربية أو الأمازيغية بل بلغتهم أو الإنجليزية ولا يشعرون بأي عقدة عكس بعض المغاربة الذين يعتقدون في ضرورة الإجادة بلغة المستعمر السابق.
لكن الملفت للانتباه هو المستوى المحدود في التواصل لشرح أسباب الأزمة بين الرباط وباريس، إذ اكتفى الناطق باسم الحكومة بتعبير مجرد للغاية وهو “لقد طوينا الصفحة”. وأبانت الأجوبة عن ضعف فكري في تقديم رؤية منسجمة وبرغماتية للعلاقات الثنائية بين البلدين في أعقاب التوتر الذي ساد سنة كاملة، وتستمر أسبابه بحكم أن القضاء الفرنسي لم يغلق نهائيا الدعاوي المرفوعة ضد مسؤولين مغاربة، وعليه “فالصفحة التي يتحدث عنها الخلفي لم تطوى نهائيا وقد تسبب في حرج جديد”.
الضعف الفكري للناطق باسم حكومة ابن كيران يعود الى ضبابية الرؤية، فمن جهة، الوزير لا يستطيع تبني موقف الدولة العميقة في المغرب والدفع عنه بكل حرية، ومن جهة أخرى، يبرز هذا ضعف الحزب الحكومي في بلورة موقف واضح مخافة الوقوع في انزلاق.
الانتقادات الموجهة الى الخلفي من كل صوب ما هي في العمق سوى تعبير عن رفض هذا النوع من التواصل الذي يدخل في إطار “التواصل الخشبي” أكثر منه “لغة الخشب”، وهو تواصل مكلف للمغرب في الساحة الدولية وفي ملفات عديدة ومنها الصحراء كما أجمع صحفيون مغاربة شاركوا في ندوة حول الصحراء خلال معرض الكتاب في الدار البيضاء.