لم يوجه الملك محمد السادس برقية تهنئة الى الحقوقية المغربية خديجة الرياضي كما تفادى معظم الاعلام الرسمي الحديث عنها بمناسبة قيام الأمم المتحدة منها أعلى جائزة لحقوق الإنسان، وقد يعود هذا الى التعارض في مفهوم حقوق الإنسان بين مؤسسة القصر ونشطاء المجتمع المدني.
ومنحت الأمم المتحدة الخميس الماضي لخديجة الرياضي جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان برسم سنة 2013 وهي التي تمنحها مرة كل خمس سنوات وحصلت على الجائزة كبار الشخصيات العالمية مثل الراحل نيلسون مانديلا وداعية حقوق الإنسان الأمريكي مارتن لوثور كينغ والرئيس الأمريكي جيمي كارتر ومؤسسات تاريخية مثل الصليب الأحمر الدولي.
واعتاد الملك محمد السادس تهنئة المغاربة الذين يحصلون على تقدير دولي بمن فيهم المشاركين في مسابقات الغناء مثل آرب ديول، لكن هذه المرة، أحجم الديوان الملكي عن تهنئة خديجة الرياضي التي عانت كثيرا من عنف الدولة المغربية في تظاهرات احتجاجية.
في الوقت نفسه، التزم معظم الإعلام الرسمي الصمت المطلق حول هذا الخبر، وهو ما يبرز ويؤكد المعالجة الانتقائية للأخبار في المغرب من طرف هذا الاعلام.
وتأتي هذه الجائزة لتكشف مدى التباعد الحاصل في رؤية حقوق الإنسان بين الدولة المغربية والمنظمات التابعة لها مثل المجلس الوطني لحقوق الإنسان وجمعيات أخرى مرتبطة أشد الإرتباط بالمجتمع المدني مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
ففي الوقت التي تتأقلم جمعيات مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مع القيم الإنسانية والمفاهيم الدولية لحقوق الإنسان، يرغب المغرب في اعتماد ما يعتبره “النظرة المغربية لحقوق الإنسان: القائمة على “الاستثناء المغربي” الذي يطبق في مجالات متعددة.