حكومة مدريد متخوفة من مساهمة فريق برشلونة لكرة القدم في تدويل انفصال إقليم كتالونيا

رئيس حكومة كتالونيا أرثور ماس رفقة المدرب الشهير بيب وارديولا

تخاف الحكومة المركزية في مدريد من تدويل القضية الكتالانية بعدما قررت حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا إجراء استفتاء تقرير المصير يوم 9 نوفمبر المقبل للبقاء أو الانفصال عن اسبانيا. ويبقى عامل التدويل الذي من الصعب التحكم فيه هو فريق برشلونة ونجومه وعلى رأسهم المدرب السابق الشهير بيب وارديولا الذين بدورهم يدافعون عن الانفصال.

وأعلنت حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا وأحزاب موالية لها يوم الجمعة الماضية عن نيتها تنظيم استفتاء تقرير المصير للبقاء ضمن اسبانيا أو الانفصال. وبدأت عمليا إعداد لوائح التصويت على الاستفتاء. وكشف استطلاع للرأي نشرته جريدة الموندو أمس الأحد أن 43% من سكان كتالونيا يرغبون في أن يصبح إقليمهم دولة بينما يعارض ذلك 39%، ومن ضمن المعارضين من يفضل النظام الفيدرالي مع اسبانيا.

وبدأت قضية كتالونيا تشهد نوعا من التدويل في الاعلام الدولي وكذلك لدى أحزاب ومنظمات أوروبية بسبب ما قد يترتب عن المواجهة السياسية الحالية بين كتالونيا والحكومة المركزية. ولكن التخوف الحقيقي للحكومة المركزية يأتي من فريق برشلونة لكرة القدم الذي يمثل ما يعتبره البعض رمزا من رموز استقلال كتالونيا عن اسبانيا وسلاحا حادا للدعاية السياسية بسبب شهرة الفريق عالميا.

ورغم أن قرار رئيس الحكومة الكتالانية أرثور ماس الجمعة بتنظيم الاستفتاء يعتبر قنبلة سياسية حقيقية لأنه ينقل الانفصال والاستقلال من أوروبا الشرقية الى قلب أوروبا الغربية وينقل العدوى الى مناطق مثل شمال إيطاليا وكورسيكا في فرنسا، إلا أن الاهتمام الحقيقي دوليا جاء عندما صرح المدرب الشهير  السابق لفريق برشلونة، بيب وارديولا الذي يشرف حاليا على باييرن ميونيخ أنه لصالح الاستفتاء.

وقال في هذا الصدد، “ليس هناك إجراء ديمقراطي أكثر من الاستفتاء الذي يشكل فرصة كبرى لكي تعبر الناس عن إرادتها. القوانين تتغير والشعوب هي التي تطالب. كل الأحزاب السياسية مع رئيس الحكومة أرثور ماس أبانت عن شجاعة، أعرب عن إعجابي به والذين يقفون وراء هذه المبادرة”.

وكان وارديولا خلال تدريبه لفريق برشلونة حتى موسمين يؤكد على أنه مدرب لفريق يوجد في بلد اسمه كتالونيا وتحول تدريجيا الى رمز من الرموز الوطنية لكتالونيا. وفي الوقت ذاته، يؤكد كل رؤساء فريق كتالونيا أن الفريق لا يمكنه أن يكون إلا مع مشاعر جمهوره التي هي كتالانية وليست اسبانية.

وكانت مجلة تيمبو قد نشرت منذ مدة مخططا للمخابرات الإسبانية يرمي الى محاولة استقطاب نجوم لفريق برشلونة لا ينتمون الى هذا الاقليم بل مناطق اسبانية أخرى للدفاع عن اسبانية كتالونيا إلا أن المعطيات يبدو أن الفشل كان مصير هذه المبادرة. وتأتي هذه المبادرة من تخوف الحكومة من تأثير الفريق.

وتاريخيا، ارتبطت الرياضة بالسياسة في مناسبات كثيرة لكن لا يوجد فريق ارتبط بإقليم معين الى مستوى الدفاع القوي عن الاستقلال مثل فريق برشلونة وإقليم كتالونيا، حيث تتحول كل مباراة الى تظاهرة للاستقلال.

Sign In

Reset Your Password