حرية التعبير تتراجع في المغرب والتضييق يفرز ارتفاع ظاهرة نشطاء اليوتوب من الخارج

توفيق بوعشرين رفقة حميد المهداوي من أبرز ضحايا قمع حرية التعبير سنة 2018

لم يحتل المغرب مرتبة مشرفة في التقرير الجديد حول أوضاع حرية التعبير والاعلام في العالم الذي أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود” هذا الأسبوع، ويفقد الريادة في المغرب العربي أمام موريتانيا وتونس ومن المنتظر تراجعه أكثر مستقبلا إذا استمرت السلطات في نهج سياسة التشدد مع الصحفيين.

ويغطي التقرير حرية التعبير خلال النشاط الاعلامي لسنة 2018 في العالم ومنها المغرب، حيث احتلت الدول الأوروبية المراكز الأولى متبوعة بعدد من دول أمريكا اللاتينية ثم الافريقية بينما تحتل الدول العربية مراكز غير مشرفة مع استثناءات لدول توجد ما قبل المائة.

وجاء المغرب في المركز 135، اي استمر في المركز الذي احتله في تقرير السنة الماضية، وهذا يعود الى التراجع الممنهج لحرية التعبير في هذا البلد الذي كان في التسعينات وبداية العقد الماضي يتقدم نحو احتلال مراكز مهمة عربيا وإفريقيا في حرية التعبير بفضل وجود صحافة مستقلة متقدمة وقتها.

ويبرز التقرير العقبات التي تواجه مهام الصحافة الحرة في المغرب وهي متعددة من التضييق المالي الى الاعتقال. في هذا الصدد، تميزت السنة الماضية باعتقال الدولة المغربية للصحفي توفيق بوعشرين مؤسس أخبار اليوم ذات الخط المستقل، ووجهت له تهم الاعتداء الجنسي في ملف يثير الكثير من الغموض بل ودفع الأمم المتحدة في تقرير لها خلال يناير الماضي الى اعتباره اعتقاله تعسفيا وطالبت بالإفراج عنه فورا. كما تميزت السنة الماضية بمحاكمة مؤسسة الجريدة الرقمية بديل حميد المهداوي بأغرب التهم في تاريخ الاعلام المغربي هو التستر على إدخال دبابات روسية الى المغرب لاستعمالها في الحراك الروسي. في الوقت ذاته، تبرز هذه المنظمة كيف يعاني الصحافيون المغاربة والأجانب في ممارسة الصحافة في المغرب لاسيما عند التطرق الى ملفات شائكة مثل الحراك الشعبي في الريف وقضايا الهجرة. وتوجد حالات كثيرة حول محاكمة صحفيين ومدونين علاوة على طرد صحفيين أجانب بسبب قضية الريف والهجرة.

ونتج عن تراجع الحريات في المغرب تراجع هذا البلد في منطقة المغربي العربي-الأمازيغي واحتلاله مرتبة غير مشرفة إقليميا، وتتقدم عليه كل من تونس وموريتانيا ثم دول إفريقية مثل السينغال. وتعمد الدولة المغربية الى القول بعدم

وهذا التراجع الاعلامي يؤدي الى هجرة الصحفيين أو ممارسة الرقابة، ولكنه بدأ يفرز ظاهرة جديدة وهو ظهور نشطاء إعلاميين يتناولون الأحداث السياسية عبر شبكة الفايسبوك وأساسا يوتوب بجرأة كبيرة للغاية، ومن ضمن الأمثلة قضايا الصحراء والملكية والفساد. ويوجد أغلب المعلقين في الولايات المتحدة وأوروبا، وتحول البعض منهم الى نجم يستقطب مئات الآلاف أسبوعيا للمشاركة في النقاشات السياسية التي يطرحونها عبر يوتوب والفايسبوك. ومن ضمن الأمثلة، أصبح البث المباشر للنقاش حول تطورات الريف في الفايسبوك يتجاوز سواء من حيث المتابعة أو الجرأة في المعالجة كل الصحف المغربية. وجغرافيا، يتميز نشطاء الفايسبوك واليوتوب في أوروبا بمناقشة الريف أساسا بينما يناقش نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة قضايا الملكية ومؤسسات أخرى مثل الجيش والدرك.

Sign In

Reset Your Password