بين الحين والآخر تحمل الأخبار مجازر ترتكبها جماعة بوكو حرم في نيجيريا وعادة لا تحظى باهتمام إعلامي وسياسي بحكم أن الضحايا أفارقة، لكن هذه المرة وأمام هول الجرائم يتدخل المنتظم الدولي ويستنكر، يتعلق باختطاف أكثر من 200 فتاة في يوم واحد واغتيال أكثر من 300 شخصا.
ومنذ سنوات، وهذه الجماعة ترتكب جرائم فظيعة في شمال نيجيريا باسم تطبيق الشريعة، لكن علماء نيجيريا ومفتيي هذه الديار يتبرؤون من الوجهة التي أخذتها بعدما أصبحت تكفيرية بشكل فاق الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط مثل العراق وسوريا.
ولكن أفعال المنظمة شهدت مؤخرا جرائم يصفها الخبراء بمثابة احتقار للإنسانية، فقد اختطفت منذ ثلاثة أسابيع أكثر من 200 فتاة في شمال نيجيريا كن يدرسن في مدرسة ثانوية وقادتهن الى منطقة غابوية. واعترفت الجماعة الاثنين الماضي بعملية الاختطاف في شريط فيديو، وهددت ببيع الفتيات مثل الجواري.
وبدأ العالم ينتفض ضد هذه الجريمة البشعة التي تجمع بين العبودية والسبي، وتدخلت معظم دول العالم وكذلك المنظمات الدولية تطلب نهاية هذه المأساة، وتعرض الدول الكبرى على نيجيريا المساعدة في رصد مكان الفتيات وكذلك التدخل للقضاء على هذه الجماعة.
وتنتقد عائلات الفتيات المخطوفات العالم، وتنقل الصحافة النيجيرية عن أم فتاة مختطفة “العالم يستمر في البحث عن الطائرة الماليزية، ولكنه لا يفعل شيئا أمام جريمة اختطاف أكثر من 200 فتاة”.
ووسط مناشدة العالم لجماعة بوكو حرم بالإفراج عن الفتيات، تشن المنظمة هجوما مسلحا على منطقة غامبورو مغالا شمال البلاد وتقتل ما بين 200 الى 300 شخصا. وقدم المسلحون على متن سيارات طليت بألوان سيارات الجيش والشرطة، ولهذا وجدوا سهولة في تنفيذ عملية الاغتيال الذي ذهب ضحيتها مسلمون ومسيحيون.
وتحذّر الصحافة في نيجيريا من احتمال تدخل دولي في حالة استمرار هذه الجماعة في تنفيذ عمليات بشعة من هذا النوع، رسيما وأنها تهدد بنقل عملياتها الى دول الجوار.