جليل طليمات: صالح التامك رفيقي في السجن و”الإنفصالي” السابق.. عقوبة “الكاشو” لا إنسانية وسادية

سواد المغرب

وجه المعتقل السياسي  السابق جليل طليمات، انتقادات شديدة اللهجة للمندوب العام لإدارة السجون، صالح التامك، إثر العقوبات المتخذة في حق معتقلي “حراك الريف” على خلفية تسريب تسجيل صوتي لناصر الزفزافي يتحدث فيه عن عن تعرضه للتعذيب.د نص الرسالة التي نشرها طليمات في صفحته في الفايسبوك وتلاقي ترحيبا كبيرا.

وأنا أقرأ في صحافة اليوم ماورد في بلاغ المندوبية العامة لإدارة السجون من عقوبات لمعتقلي حراك الريف, عادت بي الذاكرة إلى الفترة التي كان فيها السيد المندوب صالح التامك سجينا رفقتنا ( مجموعات الحركة الماركسية ) بسجن مكناس كعضو في صفوف “بوليساريو الداخل”، فتساءلت: ألم ترتعش أصابعه وهو يوقع على تلك القرارات العقابية لمعتقلي حراك الريف؟ ألم يتذكر للحظة ما كانت تثيره كلمة “كاشو” لدى السجناء من رعب؟ وما يخلفه قضاء أيام داخله من مضاعافات على نفسية ومعنوية السجين؟
لم يكتف السيد المندوب بترحيل معتقلي حراك الريف وتوزيعهم على سجون مختلفة فزاد عقوبة إقبارهم في ” الكاشو ” لمدة 45 يوما !! نعم ” الكاشو هو قبر , هو الظلام طيلة النهار , هو اقتعاد الضس,هو التجويع,هو قطع أي صلة بين السجين وعالمه الحسي القريب ولعلاقته بالآخرين , هو بكلمة العقوبة التي لا عقوبة أقسى بعدها غير عقوبة الإعدام..
لقد عاينت في اعتقالين وفي سجون مختلفة , حالات لسجناء الحق العام عوقبوا ب “الكاشو” لمدد لم تكن تتجاوز في أقصاها أسبوعا وذلك إما بسبب السرقة, أوالضرب والجرح أو الاعتداء الجنسي في الفضاء السجني..الخ
وهاهو السيد المندوب ,السجين ” الانفصالي ” في نهاية السبعينيات , “وسجان المملكة” اليوم يقرر إدخال معتقلي حراك اجتماعي لا أحد يطعن في مشروعية مطالبه ,إلى الكاشو , والسبب هذه المرة غير مسبوق في تاريخ العقوبات التأديبية , ويصعب استساغته كمبرر لمثل هذه العقوبة اللاإنسانية والسادية : إدانة ناصر الزفزافي ورفاقه عبر رسالة صوتية لحرق العلم الوطني من طرف فتاة ريفية متهورة في قلب باريس ..!! إنه موقف وطني لمعتقلين طالما تم التحرش بوطنيتهم أو التشكيك فيها , هو موقف يحسب لهم لا عليهم صرفوه بالوسائل المتاحة لتبرئة أنفسهم من هذا العمل الأخرق , الذي تم باسم التضامن معهم , فوجدت فيه الأصوات والجهات المعلومة ما قد يبرر مزاعمها الضالة والمضللة ..
وبالإضافة إلى لا إنسانية وقساوة هذه العقوبة غير المبررة , فإن التوقيع عليها كقرار في حق معتفلي الحراك يفتقد إلى الحس السياسي الذي ينبغي أن يتحلى به أي مسؤول كيفما كانت طبيعة القطاع أو المجال الذي يقع تحت تصرفه وصلاحياته : قرارات العقوبات التأديبية سيادة المندوب تصب الزيت في النار , وتزيد إساءة لصورة حقوق الإنسان بالبلاد, و تغذي مشاعر اليأس و”الحكرة”, التي هي أخطر ما يهدد السلم المدني و”يؤذن بخراب العمران”..
وفي انتظارمبادرات ترجح العدل والحكمة في هذه النازلة , كل التضامن مع معتقلي حراك الريف وعائلاتهم المكلومة…”

Sign In

Reset Your Password