في عملية انتحارية خطيرة نفذها شاب يومه الاثنين، لقي 47 تلميذا حتفهم وأصيب 79 آخرون في تفجير انتحاري شمال شرق نيجيريا، وفق بيان للسلطات الرسمية التي اتهمت حركة بوكو حرام الاسلامية بتنفيذ الهجوم الذي يعد الاسوأ الذي يستهدف المدارس التي تعتمد ما يوصف ب”المنهاج الغربي”. وبما أن العمل الإرهابي وقع في إفريقيا وليس في الغرب، لم يخلف اهتماما إعلاميا وسياسيا كبيرا.
وندد الرئيس غودلاك جوناثان في بيان ب”الجريمة البشعة” متوعدا بأن حكومته ستلقي القبض على القتلة “مهما استغرق ذلك من وقت”. ووقع التفجير في مدرسة عامة للصبيان في بوتيسكوم العاصمة الاقتصادية لولاية يوبي، ويعد واحدا من سلسلة فظائع ترتكب ضد تلاميذ المدارس في الولاية، وثاني هجوم انتحاري تشهده بلدة بوتيسكوم خلال ثمانية أيام.
كما تأتي هذه المجزرة بعد بث حركة بوكو حرام شريطا ينفي فيه زعيمها ابو بكر شيكاو مرة اخرى مزاعم الحكومة النيجيرية بالتوصل الى وقف لاطلاق النار واتفاق سلام.
ووقع الانفجار بينما كان مدير “المدرسة الثانوية الحكومية الشاملة للعلوم” يستعد لتوجيه كلمة الى الطلاب الذين تجمعوا قبل بدء الحصص الدراسية بحسب احد المعلمين وعنصر من فريق المسعفين. وقال المتحدث باسم الشرطة النيجيرية ايمانويل اوجوكوو “وقع تفجير نفذه انتحاري” في مدرسة في بوتيسكوم بولاية يوبي واضاف “هناك 47 قتيلا و79 جريحا” بين التلاميذ متهما حركة بوكو حرام بارتكاب المجزرة.
وقال مدرس طالبا عدم كشف هويته “ان التلاميذ تجمعوا لاجتماع الصباح عندما انفجر شيء ما وسطهم محدثا ضجة مدوية في تمام الساعة 7,50” (6,50 ت غ).
وقال ادم القاسم احد السكان المحليين ان الفوضى تخيم داخل المدرسة وخارجها وان المكان مليء بالدماء. وصرح مسعف شارك في اخلاء المدرسة من الطلاب ان درجات الاصابة “تتفاوت” بين الطلاب.
ومنذ العام 2009 تشن بوكو حرام، التي ترغب في اقامة دولة اسلامية متشددة في شمال نيجيريا، هجمات دموية على المدارس التي تتبع ما تصفه بالمنهاج الغربي.
وفي شباط/فبراير خصوصا فتح مسلحون النار واطلقوا متفجرات في عنبر للنوم في قسم سكن التلاميذ في بوني يادي الواقعة ايضا في ولاية يوبي مما ادى الى مقتل 40 فتى.
وفي تموز/يوليو قتل 42 طالبا عندما اقتحم عناصر بوكو حرام السكن الطلابي وهاجموهم بالاسلحة والقنابل في مدرسة داخلية حكومية في قرية مامودو قرب بوتيسكوم.
وكان اشهر هجوم شنته بوكو حرام على مدارس في نيسان/ابريل عندما خطف مقاتلو الحركة 276 فتاة من بلدة شيبوك في ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا.
وبعد اكثر من ستة اشهر، لا تزال 219 من تلك الفتيات محتجزات لدى الحركة. واستهدفت بوتيسكوم مرارا بهجمات دامية القيت مسؤوليتها على بوكو حرام.
والاثنين قتل 15 شخصا على الاقل في تفجير انتحاري في احتفال ديني للشيعة في المدينة.
والاربعاء عثر على 16 شخصا اعتقلهم للاشتباه بعلاقتهم ببوكو حرام، قتلى بالرصاص بعد ذلك بساعات.
ويوبي هي احدى الولايات الثلاث الخاضعة لقانون الطوارئ منذ سنة ونصف سنة بسبب التمرد الدامي الذي تشنه جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة ما خلف اكثر من 10 الاف قتيل في خلال خمس سنوات.
ورغم ذلك تواصل العنف وسيطرت بوكو حرام على عشرين بلدة وقرية على الاقل في الاشهر الاخيرة، ما اثار شكوكا حول قدرة الحكومة على ضبط المنطقة.
ورغم بشاعة هذا العمل الإرهابي، إذ لأول مرة في العالم تستهدف عملية انتحارية تلاميذ أبرياء، لم يهتم العالم بهذه المأساة لأن الأمر يتعلق بضحايا القارة الإفريقية المهمشة سياسيا وإعلاميا.