تعيش تونس يومه الأحد الانتخابات الرئاسية، وهي الأولى من نوعها بعد الربيع العربي وتؤسس لما اصبح التونسيون يسمونه الجمهورية الثانية التي تقطع معه عهد الرئيسين الحبيب بورقيبة وزني العابدين بنعلي. وتتميز الانتخابات بعدم ترشح حركة النهضة، وإن كانت مؤشرات تدل على دعم ناخبيها للرئيس الحالي المؤقت منصف المرزوقي.
وتقدم عدد من السياسيين لهذه الانتخابات الرئاسية، وهناك من انسحب نور الدين حشاد في الطريق وهو نجل النقابي الشهير فرحات حشاد، كما انسحب مدير البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي، وهناك مرشحون لا أمل لهم في الفوز مثل مصطفى بن جعفر زعيم التكتل الديمقراطي. وتبقى الحظوظ نسبيا الى جانب حمة الهمامي عن الحزب الشيوعي، ولكن تحاليل الخبراء التونسيين يؤكدون عدم تواجد الحزب في الأرياف بل فقط النخبة في بعض المدن.
وينحصر الصراع الحقيقي بين مرشح حزب نداء تونس القائد السبسي المنتمي الى فترة الرئيس زين العابدين بنعلي والرئيس المؤقت الحالي منصف المرزوقي. وينطلق الأول من قاعدة صلبة بعدما فاز حزبه في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 26 أكتوبر الماضي. ويحظى الحزب بدعم الليبراليين وأتباع النظام السابق والمناهضين للتيارات الإسلامية.
وفي المقابل، تدعم حركة النهضة بشكل غير مباشر منصف المرزوقي بعدما فضلت عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية طالما أن السياق الدولي الرافض للإسلاميين قد يشكل يجر البلاد الى متاهات سياسية وفوضى قد يترتب عنها التدخل الأجنبي.
ويعتبر التونسيون أن هذه الانتخابات تأسيسية على مستويين. في المقام الأول تؤسس لما يسمى الجمهورية الثانية وهي الانتقال من عهد الجمهورية الذي حكم فيه الحبيب بورقيبة وزين العابدين بنعلي منذ الاستقلال.
والمستوى الثاني هو أن هذه الانتخابات تؤكد الوجه المشرق للربيع العربي-الأمازيغي الذي انفجر في تونس قبل انتقال شرارته الى العالم العربي.