سيمثل وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أمام البرلمان لتقديم شروحات حول التسريبات المستمرة للوثائق السرية للخارجية والمخابرات العسكرية منذ أربعة أشهر في موقع التواصل الاجتماعي تويتر التي يقف وراءها القرصان كريس كولمان. وأصبحت بعض الوثائق ذات حساسية لأنها تكشف عن متعاونين مع المخابرات من وسط جبهة البوليساريو.
وجاء تأكيد مزوار يومه الثلاثاء من الأسبوع الجاري بالمثول أمام البرلمان بعدما كان خلال الشهر الماضي قد اتهم في جلسة للجنة الدفاع والخارجية الجزائر بالوقوف وراء التسريبات وتراجع نسبيا في حوار مع جون أفريك مشددا على “جهات معادية” للمغرب.
وهذه الجهات المعادية للمغرب هي الجزائر، ثم فرنسا التي تحولت في الخطاب السياسي والإعلامي وخاصة المقرب من الدولة الى دولة تعادي مصالح المغرب.
وهناك تساؤلات حول نوعية التوضيحات التي سيقدمها مزوار الى البرلمانيين والرأي العام المغربي، هل هي مجرد تقديرات وتخمينات أم اتهام جهات معينة بناء على معطيات تقنية وتحاليل استخباراتية. وتذهب التحاليل حتى الآن الى منحنيات ثلاثة، وهي:
-احتمال نجاح جبهة البوليساريو بدعم من مجموعة أنونيموس في اختراق حسابات بريدية لمسؤولين مغاربة من المخابرات.
-اختراق المخابرات الجزائرية لقاعدة بيانات وزارة الخارجية وحسابات بريدية إلأكترونية لمسؤولين مغاربة.
-تسريب تيار في المخابرات الفرنسية هذه الوثائق كرد فعل على قيام جهات مغربية بتسريب هوية مديرة المخابرات الخارجية الفرنسية في الرباط، التي اضطرت الى مغادرة المغرب مباشرة بعد ظهور اسمها، علما أنها معتمدة رسميا لدى الخارجية والمخابرات العسكرية في المغرب.
ويستمر كريس كولمان في تسريب وثائق في موقع التواصل تويتر منذ أربعة أشهر تقريبا دون نجاح جهات مغربية على قرصنة حسابه ووقف عملية التسريب، مما يؤكد وقوف جهة ذات خبرة واسعة وراء هذه العملية. وتتضمن الوثائق المسربة مجموعة من الوثائق بعضها سري للغاية لوزارة الخارجية، وبعضها يفقد أهميته بمرور الوقت.
والنوع الآخر من التسريبات يتعلق بمضمون البريد الالكتروني لمتعاملين مع المخابرات العسكرية. ويجهل مدى صحة من عدم صحة مضمون بعض الحسابات البريدية الالكترونية ومنها ما هو شائك مثل حالة الصحفيين، حيث وقع جدل في المغرب الشهر الماضي وحالة امرأة مغربية متزوجة من دبلوماسي غربي علاوة على تسريب اسم لمسؤول صحراوي يتعامل مع المغرب، وهذا يعتبر خطيرا للغاية لأنه قد يؤدي الى اعتقاله بل أن عملية تسريب أسماء العملاء شائكة للغاية.