تتبنى الخارجية الفرنسية الغموض بشأن مشاركة وزير الزراعة سيتفان لوفول في معرض شهد مشاركة جبهة البوليساريو ومنظم من طرف أنصارها، حيث لم تنف المشاركة مباشرة وأعربت عن موقف بارد تجاه نزاع الصحراء بقولها بدعم حل أممي دون الإشارة الى الحكم الذاتي، علما أن الإشارة الى الحكم الذاتي يعتبر من كلاسيكيا في خطاب دبلوماسية باريس في هذا الملف.
في جواب عن سؤال حول تنظيم البوليساريو للنشاط، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية يومه الأربعاء، وفق وسائل إعلام متعددة، بعدم حضور الوزير لأي نشاط من تنظيم البوليساريو، مشددا على موقف فرنسا المتجلي في دعم مساعي الأمم المتحدة.
ويعتبر جواب الناطق باسم دبلوماسية باريس مراوغا، فالصحافة التي تناولت خبر مشاركة ستيفان لوفول في معرض زراعي في مدينة لوماس جنوب غرب باريس، وكتبت ومنها ألف بوست زيارته الجناح الزراعي الذي أشرفت عليه جبهة البوليساريو مع حضوره عرضا حول تطورات ملف الصحراء من وجهة نظر أنصار تقرير المصير.
وتؤكد مصادر مغربية في مدينة لوماس أن جمعيات مقربة من البوليساريو هي التي أشرفت على تنظيم اللقاء وتعتبر جزءا من البوليساريو وهي: “جمعية أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في فرنسا” و”الجمعية الصحراوية لتشجيع التبادل الثقافي مع العالم الفرنكفوني”. وعليه، فالوزير لبى دعوة هذه الجمعيات التي هي امتداد لجبهة البوليساريو.
وبالتالي، فقد تفادى الناطق باسم الخارجية نفي زيارة وزير الزراعة لجناح البوليساريو وحضور عرض سياسي حول الصحراء من تنظيم أنصار البوليساريو. ويبقى الأساسي أن ستيفان لوفول هو أول وزير فرنسي يقدم على مشاركة من هذا النوع في نشاط موال للبوليساريو. وسؤال الصحفي الذي طرح السؤال كان بدوره غامضا لأن الأمر لا يتعلق بتغيير موقف فرنسا من الصحراء بقدر ما يتعلق بحضور في نشاط موال للبوليساريو، لأن الأمر يتعلق بمعطى جديد.
وكان ستيفان لوفول نائبا في بلدية لوماس في الماضي، وتجمع هذه البلدية توأمة مع مخيمات تندوف تعد الى يناير 1982، وتشير أخبار، لم يتم التأكد منها، الى زيارة لوماس في الماضي مخيمات تندوف للإشراف على مشاريع زراعية في الصحراء. وتعتبر مدينة لوماس من أهم وأقدم معاقل البوليساريو في فرنسا.
ومما يؤكد برودة موقف فرنسا في نزاع الصحراء هو تفادي الناطق باسم الخارجية الإشارة الى الحكم الذاتي، علما أن الدبلوماسية الفرنسية اعتادت دائما الإشارة الى هذا المعطى الذي يعتبر كلاسيكيا في خطابها حول نزاع الصحراء.
وبرودة موقف فرنسا لا يعني تغييرا في موقفها في نزاع الصحراء بل الأزمة الحالية تجعلها أقل حماسة من قبل في إبراز موقفها. ويبقى المقلق هو أن الحكومة لم تعد تحرص على ما قد يقلق موقف المغرب ومنها ما أقدم عليه ستيفان لوفول، وعو تصرف لا يلزم الحكومة مباشرة.