تهديد موسكو باستعمال السلاح النووي التكتيكي بين منع انتشار الحرب وضرب تجمعات السلاح الغربي غرب أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

علن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت من الأسبوع الجاري عزم موسكو نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، وهو تطور يأتي في ظل الرفع من التهديدات الموجهة إلى الغرب. ولا يمكن استبعاد استعمال هذه الأسلحة في حالة توسع رقعة الحرب لتشمل بيلاروسيا أو لضرب تجمعات الأسلحة الغربية في أوكرانيا.

وعمليا، كانت الإدارة الروسية تنفي دائما اللجوء الى السلاح النووي طالما أنها حققت الهدف الأكبر من الحرب التي أعلنتها ضد أوكرانيا بفصل شرق هذا البلد إقليم دونباس ومساحته ما يفوق مائة ألف كلم مربع عن باقي أراضيه، وأن المعارك الحالية هي تأمين أراضي هذا الإقليم وصد الهجمات الأوكرانية وليس التقدم نحو العاصمة كييف وغرب البلاد.

وكان عدد من مسؤولي موسكو وعلى رأسهم وزير الخارجية سيرجي لافروف قد حذروا طيلة الأيام الماضية من خطر الحرب النووية إذا استمر الحلف الأطلسي في تطبيق ما اعتبروه “سياسة عدوانية” ضد روسيا. ويأتي اتخاذ قرار نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا ضمن استراتيجية التصعيد الخطيرة خلال مارس/آذار الجاري. وتعمل روسيا على تزويد المقاتلات البيلاروسية بصواريخ نووية تكتيكية ثم مدها بالصواريخ إكسندر التي تجمع بين خاصيتي الباليستية والمجنحة وتحمل أسلحة نووية.

وأعلن بوتين إتمام عملية نشر السلاح النووي التكتيكي في بيلاروسيا بداية يوليوز/تموز المقبل وأن تدريب جنود بيلاروسيا سيبدأ خلال أبريل المقبل. ويسود الاعتقاد في الغرب أن روسيا قد تكون نشرت هذه الأسلحة قبل الإعلان الرسمي عليها.

والسلاح النووي التكتيكي تكون قدرته التدميرية أقل بكثير من القنبلة النووية الكلاسيكية أو ما يسمى السلاح النووي الاستراتيجي، ويكون دقيقا في تدمير تجمع للجنود أو ضرب مخازن الأسلحة أو تدمير بنيات تحتية رئيسية بالكامل مثل مطار أو ميناء. وتوجد عوامل متعددة وراء قرار الجيش الروسي نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا وأبرزها:

في المقام الأول، قرار موسكو يأتي بعد إعلان بريطانيا تزويد الجيش الأوكراني بقذائف اليورانيوم المخصب، لاسيما وأن الرئيس الروسي بوتين ركز على خطورة هذه الأسلحة على البيئة. وبهذا يكون بوتين قد أرسل رسالة واضحة بأن القذائف ذات اليورانيوم  المخصب هو تورط الغرب بالكامل في هذه الحرب وسيكون الرد هو أسلحة نووية تكتيكية. وكانت الولايات المتحدة قد استعملت قذائف اليورانيوم المخصب ضد كل من العراق وصربيا. وإذا استعملت القوات الأوكرانية هذه القذائف ستلحق ضررا كبيرا بالجنود الروس، وقتها سترد موسكو بقوة مرعبة.

في المقام الثاني، ترغب روسيا في ضمان أمن بيلاروسيا خوفا من اندلاع حرب لهذا البلد مع جيرانه الأعضاء في الحلف الأطلسي لاسيما بولونيا التي تعد الدولة الأكثر شراسة ضد مصالح روسيا في هذه الحرب ومنها عزمها  إرسال طائرات ميغ 29 الى أوكرانيا. في هذه حالة الحرب، لن تفضل موسكو إرسال عشرات الآلاف من الجنود الى الجبهة البيلاروسية بل ستعمد إلى محاولة الحسم السريع عبر الأسلحة النووية التكتيكية لتفادي توسع الحرب وخلق جبهة جديدة.

في المقام الثالث، نشر أسلحة نووية تكتيكية قد يكون تحذيرا لضرب أي تجمع للأسلحة التي تقدمه الدول الأوروبية والولايات المتحدة في الحدود الغربية لأوكرانيا ومنها دبابات ليوبارد وطائرات ميغ 29 وربما إف  16 الأمريكية. وتؤكد روسيا أن تزويد الغرب لكييف بأسلحة متطورة هو ليس فقط إطالة عمر الحرب بل محاولة استنزاف روسيا عسكريا بالتقليل من ذخيرتها الحربية.  وحذّرت موسكو أن الحرب قد تتطور بالتقدم نحو كييف أو ضرب غرب أوكرانيا، المدخل الرئيسي للسلاح الغربي.

ويأخذ الغرب على محمل الجد المشوب بالقلق الشديد تهديدات موسكو باستعمال السلاح النووي التكتيكي، إذ استعمل الجيش الروسي الصواريخ فرط صوتية، وأن الخطوة المقبلة ستكون هي السلاح النووي التكتيكي.

Sign In

Reset Your Password