أجرى الجيش الجزائري هذه الأيام مناورات حربية في جنوب غرب البلاد، وبالضبط في منطقة تندوف المعروفة كمقر لقيادة البوليساريو. وتأتي هذه المناورات ردا على تهديدات المغرب بشن حرب ضد قوات البوليساريو.
وتحمل المناورات اسم “اكتساح 2018″، وتتجلى في محاكاة سيناريو حرب حقيقية في الحدود الجنوبية الشرقية للمغرب والتي تقابلها الحدود الجنوبية الغربية للجزائر. ويقول بيان رسمي باشتباك قوات الجيش الجزائري مع العدو على خط التماس المباشر بينهما. وتهدف هذه المناورات الى اختيار الجاهزية القتالية لوحدات الجيش في خوض مناورات شبيهة بأجواء مواجهات حربية حقيقية.
واعتادت الجزائر تنفيذ مناورات بين الحين والآخر في منطقة تندوف، لكن هذه المرة أعطتها زخما كبيرا، ومن المرتقب أن تكون وحدات من جبهة البوليساريو قد شاركت فيها بحكم أن مسرح محاكاة الحرب هو المواجهة مع المغرب. ومن ضمن المعطيات التي تؤكد محاكاة الحرب مع المغرب هي كالتالي:
في المقال الأول، مسرح المناورات الحربية هي منطقة تندوف المعروفة بالتوتر المسلح بسبب حرب الصحراء الطويلة ما بين 1976-1991. كما أن المغرب هدد خلال أبريل الماضي بشن حرب ضد البوليساريو إذا لم تنسحب من المنطقة العازلة وراء الجدار، مما جعل القلق يسيطر في المنطقة.
في المقام الثاني، حديث البيان الرسمي الجزاءري عن مواجهة مع “عدو” مفترض له حدود مع الجزائر، والدولة والوحيدة التي لديها حدود ذات حساسية مرتفعة هي المغرب بينما ليبيا تبقى ثانوية للغاية.
في المقام الثالث، محاكاة المواجهة الحربية تمت مع دولة يفترض أن لديها جيش نظامي متين وليس حرب عصابات، ويبقى المغرب هو الدولية الوحيدة الذي يمتلك جيشا نظاميا عكس ليبيا أو مالي، وتبقى موريتانيا خارج المعادلة بسبب العلاقات الجيدة بين الجزائر وهذا البلد.
وعلى الرغم من احتواء التوتر العسكري بين البلدين ووقع مواجهات شبه محدودة في منتصف السبعينات، لا يمكن الاطمئنان نظرا للظروف الدولية الحالية وبحكم أن كل مواجهة بين المغرب والبوليساريو قد تجر الجزائر الى الانخراط في الحرب إذا خرجت الأوضاع عن السيطرة العسكرية.
وتمر العلاقات بين المغرب والجزائر بتوتر حقيقي، وتكاد العلاقات الدبلوماسية مفقودة بين الطرفين علاوة على أن البلدين دخلا في سباق تسلح مفتوح منذ عقدين، وتحولا الى أكبر مستهلكين للسلاح في القارة الإفريقية الى جانب مصر.