في “كاشقار” الواقعة في منطقة “شينجيانغ” الصينية المأهولة بغالبيتها من المسلمين، توقف موظفة بلدية سيدتين من المارة في الشارع لتسجيل هويتيهما، لكن ذنبهما الوحيد هو أنهما يرتدين الحجاب وهو أمر مرفوض من قبل السلطات المحلية.
وتحض حملة واسعة بعنوان “الهدف هو الجمال”، النساء في هذه المدينة على التخلي عن ارتداء الحجاب، وهي ممارسة دينية رائجة بشكل واسع بين النساء لدى الأويغور المسلمين والناطقين بالتركية الذين يشكلون الإثينة الرئيسية في “شينجيانغ”.
وهذه السياسة التي دفعت إلى إقامة نقاط تفتيش في الشوارع، تسهم في تأجيج مشاعر الضغينة لدى الأويغور إزاء السلطات الصينية التي يتهمونها بقمع تقاليدهم الثقافية والدينية.
وقالت شابة في الخامسة والعشرين من العمر يغطي وجهها حجاب من “الدانتيل” الأبيض، بحسرة بعد أن اضطرت مرتين لإبراز هويتها، “إننا بحاجة للاحتفاظ بتقاليدنا، وعليهم أن يفهموا ذلك”.
وأضافت هذه الشابة أن النساء اللواتي يستوقفن يجبرن على مشاهدة فيلم يبجح بمباهج التنزه سافرات، لكن “الفيلم لا يغير عقلية الناس” برأيها.
وفي السنوات الأخيرة هزت “شينجيانغ” بشكل منتظم مواجهات عنيفة تسبب بها، بحسب بكين، “متطرفون”، “إرهابيون” أو “انفصاليون”. وأقدمت السلطات على تعزيز مراقبة المنطقة بعد اعتداء ارتكب في أواخر تشرين الأول/أكتوبر في ساحة “تيان انمين” ونسب إلى أفراد من الأويغور.
وفي نيسان/أبريل اندلعت صدامات بين الشرطة وبعض سكان إقليم “مارالبيشي” المجاور مما أدى إلى سقوط 21 قتيلا بعد أن حاول موظف إرغام سيدة على نزع حجابها، بحسب بعض المقيمين.
لكن حظر ارتداء الحجاب لا يعلن بصورة واضحة. وبحسب موقع إلكتروني، فإن حملة “الهدف هو الجمال” ترمي رسميا إلى ترويج مستحضرات التجميل المحلية وحث النساء على “تقبل الثقافة الحديثة”.
ولدى الاتصال بالسلطات البلدية في هذا الخصوص، رفضت الإدلاء بأي تعليق.
وقال بعض السكان إنه يجب على النساء أن تكن سافرات للتمكن من الدخول إلى المصارف والمحاكم أو الإدارات الأخرى، كما أن على الرجال أيضا أن يكونوا حليقي الذقون وهي إشارة أخرى يتميز بها الأويغور المتشددون دينيا.
وقد تكاثرت منصات “الهدف هو الجمال” وقال خياط إنه طلب منه عدم حياكة نوع من الأثواب الطويلة التي تترافق تقليديا مع الحجاب.
وفي مدينة “هوتان” الواقعة في “شينجيانغ” على بعد 500 كلم إلى شرق “كاشقار”، تلقى مستشفى على الأقل استمارات إدارية لتسجيل المريضات المحجبات.
وأوضح موظف عند نقطة تفتيش في حملة “الهدف هو الجمال” في “كاشقار” أن الحملة ترمي إلى تعزيز “الأمن”.
وفي تموز/يوليو نددت صحيفة “شينجيانغ دايلي” الرسمية بـ “انحراف” الممارسات الدينية “الرامية إلى حض الشبان على الجهاد” معتبرة أن الأثواب السوداء تولد الكآبة وتفزع الأطفال.
وقد حظر ارتداء الحجاب في الصين في ستينات وسبعينات القرن الماضي على خلفية الترويج للإلحاد، لكن ما لبثت أن خففت القيود في الثمانينات قبل أن يعمد الى تشديدها بعد عقد مع ظهور أعمال العنف في “شينجيانغ” على ما لفت غاردنر بوفينغدون الخبير في شؤون المنطقة في الجامعة الأمريكية في بلومينغون بولاية أنديانا.
إلى ذلك تبدي بعض النساء المقيمات في كاشقار حسا براغماتيا. وقالت صاحبة مخبز في الخامسة والثلاثين من عمرها وهي تغطي رأسها بمنديل بلون برتقالي صارخ إنه لا يزعجها انتزاعه لبعض الوقت لدى دخولها إلى مبنى عام.
وتعمد نساء أخريات إلى نزع حجابهن لدى اقترابهن من نقاط تفتيش بغية تفادي الوقوع في مشاكل، كما قالت شابة في التاسعة عشرة، مضيفة أن القيمين على حملة “الهدف هو الجمال” منتشرون في كل مكان.