تمرد فاغنر أسوأ سيناريو قد يدفع موسكو إلى حرب الأرض المحروقة ضد أوكرانيا أو استعمال السلاح النووي التكتيكي

الرئيس فلادمير بوتين

 القاتل للدولة الروسية، وهذا يعني إما ضرورة استسلامه -زعيم فاغنر- أو تعرضه للملاحقة حتى القبض عليه أو الاغتيال، وقد تتطور الأمور إلى مواجهة حربية على شاكلة حرب أهلية مصغرة بحكم أنها ستكون محصورة في مدينة روستوف التي سيطرت عليها فاغنر ليلة الجمعة من الأسبوع الجاري، علما أن الحركة تهدد بالتوجه إلى العاصمة موسكو وعدم تسليم أي مقاتل نفسه، وفق تصريحات زعيمها السبت من الأسبوع الجاري في رد على خطاب بوتين.

قلق الغرب من رد نووي

شكل تمرد قوات فاغنر ضد وزارة الدفاع مفاجأة كبيرة للدول الغربية. ومنطقيا، سيعم الفرح في العواصم الغربية التي تساند أوكرانيا بالسلاح والدعم السياسي لأن التمرد يعني إضعاف القوات الروسية التي ستصبح مجبرة على إرساء الأمن والسيطرة على الأوضاع. غير أن الصورة في العمق مختلفة. فهذا التمرد يتزامن وشن الجيش الأوكراني الهجوم المضاد ضد تمركز القوات الروسية في إقليم دونباس.
وعمليا، مواجهة الجيش الروسي لقوات فاغنر المتمردة قد يدفع بوزارة الدفاع الروسية إلى الاعتماد على بعض الوحدات المتمركزة في الجبهة وسحبها، ما قد يترك فراغا قد يستغله الأوكرانيون. ويعتبر هذا أخطر وضع ستمر منه الحرب الحالية، وحذّرت بعض وسائل الإعلام الغربية التي لا تكن الود لموسكو من هذا السيناريو، وشددت على ضرورة الحذر الشديد. إذ أن كل تقدم ملموس من القوات الأوكرانية مسلحة بأسلحة غربية متطورة سيكون الرد عليه قاسيا من طرف موسكو. ويوجد سيناريوهان قد يترتبان عن هذا الوضع وهما:
السيناريو الأول:  وهو رفع الجيش الروسي من القوة النارية بشكل خطير، بمعنى استعمال الصواريخ فرط صوتية والطائرات المقنبلة لضرب العاصمة كييف والبنى التحتية المدنية، لخلق الرعب وسط أوكرانيا. وخلال السبت من الأسبوع الجاري، ضربت روسيا عددا من مدن أوكرانيا ومنها كييف بصواريخ وطائرات مسيرة، في رسالة واضحة أن مواجهة التمرد لا يعني التراجع عن مهاجمة هذا البلد.
والسيناريو الثاني: اللجوء إلى استعمال السلاح النووي التكتيكي لوقف أي تقدم عسكري أو ضرب بعض البنيات التحتية مثل السدود لخلق كارثة في أوكرانيا، ما يجعل من الجيش يتحول إلى قوات إنقاذ الشعب بدل التركيز على الاستمرار في الحرب.
لا أحد كان ينتظر تمردا لقوات فاغنر في ظرف تمر منه روسيا بمرحلة حساسة من تاريخها، وهذا المستجد، يدفع المراقبين وخبراء الحرب إلى التخوف من المفاجآت المقبلة سواء داخل «بين السلطة الروسية» أو في تطور درامي للحرب من عناوينه استعمال السلاح النووي التكتيكي.

Sign In

Reset Your Password