كشف تقرير لوزارة التربية الوطنية بالمغرب حول مؤشرات العنف داخل وفي محيط المؤسسات التعليمية عن تصدر جهة الدار البيضاء قائمة حوادث العنف داخل وخارج المؤسسات التعليمية خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح شتنبر وإلى غاية نهاية شهر يونيو 2013، واعتمدت وزارة ” محمد الوفا ” على رصد وتحليل التقارير الإخبارية والمقالات الصادرة بالصحف الوطنية طوال الفترة المذكورة.
وقدم التقرير صورة توضيحية بالأرقام والإحصائيات عن أصناف وأسباب ومستويات خطورة العنف والأطراف الفاعلة فيه، وكذا التوزيع الكمي للحالات المرصودة خلال كل شهر من أشهر السنة الدراسية، والتوزيع الجغرافي حسب الوسطين الحضري والقروي وحسب الجهات، بالإضافة إلى العنف الممارس ضد مرافق المؤسسات التعليمية وتجهيزاتها والحملات التحسيسية لمحاربته.
وكشفت التقرير أن نسبة العنف داخل المدرسة المغربية بلغت 52 بالمائة في حين بلغ العنف في محيطها 48 بالمائة، كما لفتت المؤشرات إلى التفاوت الواضح إحصائيا في حالات العنف المسجلة بكل من المجالين الحضري والقروي، حيث تم تسجيل 77 بالمائة من حالات العنف بالمجال الحضري مقابل 23 بالمائة في المجال القروي، مما يوحي بأن العنف المدرسي حالة حضرية بامتياز، مع وجود هامش ومجال للاستثناء، إلا أن حالات العنف المدرسي في المدن أكثر من حيث العدد، وذلك لدواعي مرتبطة بالبيئة الاجتماعية وبمحددات أخرى كالبنية الديموغرافية ودرجة كثافتها، والظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافي.
من جهة أخرى، تصدرت جهة الدار البيضاء الكبرى أعلى الترتيب من حيث حالات العنف المسجلة وصلت إلى 14 بالمائة ، تلتها جهة دكالة عبدة بنسبة 11 بالمائة و جهة الشاوية ورديغة بنسبة 10 بالمائة، فيما حافظت جهات الأقاليم الجنوبية الثلاث على أدنى حالات العنف بـصفر بالمائة، فضلا عن كونها لم تسجل أية حالة عنف إضافية خلال الأربعة أشهر الأخيرة من السنة الدراسية.
كما سجل التقرير أن العنف المقترف من قبيل التلاميذ ضد الأساتذة يأتـي في مقدمة الحوادث مقارنه مع العنف بين التلاميذ. و تصدر عن الأطراف الفاعلة للعنف في الوسط المدرسي أنواع لا حصر لها من الأفعال والسلوكات التي تدخل في خانة العنف بما هو إلحاق متعمد للأذى النفسي أو الرمزي أو المادي بالآخر، وبما هو إيقاع مقصود للضرر عبر التخريب أو الإتلاف أو العبث بالمؤسسة التعليمية ومرافقها ومحتوياتها.
ويبرز سلم الترتيب المبني على التصنيف من حيث نوع الفعل العنفي المقترف تكرار حالات العنف الجسدي – القتل، الضرب، الجرح – إذ يصل إلى 800 حالة خلال السنة الدراسية بـ58 بالمائة، مقارنة بأنواع أخرى كالاغتصاب الذي يصل إلى 25 حالة بنسبة 18 بالمئة، والتحرش الجنسي الذي يصل إلى 20 حالة بنسبة 15 بالمائة، والعنف اللفظي بـ 06 حالات ونسبة 9 بالمائة.