أحصت السلطات الإسبانية مايقارب 100 من الشبان ممن انتقلوا إلى سوريا للقتال ضد نظام بشار الأسد في صفوف الجماعات الدينية المتشددة، وأبرزت ان 13 من هؤلاء يحملون الجنسية الإسبانية فيما الباقون مغاربة يقيمون بشكل قانوتي في هذا البلد الأوروبي. وحسب ذات السلطات فقد قضى من بين هؤلاء ما يقارب 11 بينهم 6 من مغاربة سبتة .
وقالت صحيفة الباييس في تقرير مطول عن ظاهرة توجه شبان إسبان مسلمين و مغاربة يقيمون بإسبانيا إلى سوريا للقتال، إن الوثائق الامنية الرسمية التي تتوفر عليها الحكومة الإسبانية كشفت عن انتقال حوالي 95 شخصا إلى مدن سوريا للقتال ضد نظام دمشق، وإلى جانب جماعة النصرة المقربة من القاعدة، حسب التقرير الرسمي.
ويذكر التقرير الأمني الرسمي أن شبكة مشكلة من عدد من الأشخاص المتعاطفين مع القاعدة قد سعوا في استقطاب الشبان المغاربة من سبتة و الفنيدق بشمال المغرب، موضحا ان طريق وصول هؤلاء الشبان إلى سوريا يتم عبر الانتقال إلى أسطنبول ومن ثم العبور إلى سوريا، ومشيرة إلى ان تكلفة التنقل ليست مكلفة .
وأفاد محلل استخباراتي إسباني حسب الباييس ان تركيا على الرغم من إشعارها بنزول هؤلاء الأفراد على اراضيها فهي لا تعتقلهم ولا تسلمهم الى بلدانهم، فهي لا تتجاوب مع هذه الطلبات، بسبب تخوفها حسب المحلل من ان تتحول إلى دركي فيكلفها ذلك ماليا”.
واحصت السلطات الإسبانية 11 شابا منهم 6 يحملون الجنسية الإسبانية ويقيمون بسبتة والباقي مغاربة يقيمون بشكل قانوني في مدن اخرى بإسبانيا ، ممن قضوا في سوريا، وتشير في هذا السياق إلى ان معظمهم قضى في عمليات انتحارية، من أبرزها تلك التي نفذها بشاحنة رشيد الإسباني من أصل سبتي كان قد فجرها في مركز لجنود النظام السوري واسفرت عن مقتل 130منهم.
وتعرض التقرير لكييفة تمويل بعض الشبان السبتيين لتنقلهم إلى سوريا، مشيرة إلى ان بعضهم باع سيارته او دراجته النارية لتغطية مصارف رحلته إلى سوريا، وانهم يتزودون فقط بما يضمن لهم الوصول، اما بخصوص العودة فأغلبهم يذهب،حسب التقرير دائما، من دون احتمال عودته.
وتراقب بقوة السلطات الإسبانية كما الاوروبية واحيانا يتنسيق مع المغرب ، ظاهرة الشبان الذي ينتقلون إلى سوريا للقتال ضد نظام الاسد، وإلى جانب جبهة النصرة الموالية للقاعدة، وتشكل هذه الظاهرة مصدر قلق بالنسبة السلطات الإسبانية والاوروبية، إذ يدل بنظرها على مستوى التطرف الذي بدأ يجتاح فئة من الشبان المسلمين مما هدد الأسقرار الاجتماعي، كما يتخوفون من عودة هؤلا ء المقاتلين ويتحولون إلى مجندين تابعين للقاعدة وينفذوا اعتداءات إرهابية في البلدان الاوربية التي يقيمون فيها مستفيدين من تجربتهم بسوريا.