تقدم المغرب باحتجاج الى الحكومة الإسبانية بسبب قرارها مد خط كهربائي بين سبتة المحتلة وشواطئ قادش في الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق، ولم تعلن حكومة الرباط عن هذا الاحتجاج علانية حرصا منها على إبقاء العلاقات طيبة مع مدريد لاسيما في ظل تراجعها مع فرنسا.
وأوردت جريدة إكسبانسيون الإسبانية والمتخصصة في الاقتصاد خبرا يوم الجمعة 17 أكتوبر الجاري مفاده أن حكومة الرباط أعربت لنظيرتها في مدريد عن قلقها وامتعاضها من مخطط الحكومة الإسبانية مد خط كهربائي بين سبتة وشواطئ إقليم قادش دون الاستشارة معها.
وتؤكد الجريدة أن مخطط اسبانيا هو مد الخط الكهربائي الى سبتة دون مروره بشبكة الربط التي تجمع بين المغرب واسبانيا عبر مضيق جبل طارق. وسيترتب عن القرار تهميش أي ربط كهربائي مستقبلا بين المغرب واسبانيا والاكتفاء بالخطوط المتواجدة حاليا دون تعزيزها. وكان ويزر الصناعة الإسباني خوسي مانويل صوريا قد زار المغرب واتفق على دراسة الربط الكهربائي في نهاي أكتوبر الجاري، لكن حكومة مدريد استبقت اللقاء واتخذت قرار المد الكهربائي خلال يوليو الماضي.
ويرى المغرب أن مخططات مثل هذه تمس الربط الكهربائي بين البلدين وكذلك مدينتي مثل سبتة ومليلية يجب خضوعها لاتفاقيات ثنائية ومعالجتها في قمم بين البلدين وإنم لم يكن بشكل علني.
وسيكلف الربط الكهربائي بين اسبانيا وسبتة المحتلة 180 مليون يورو، وسيشرع في تنفيذه في ظرف ثلاث سنوات
مقال الجريدة يشير، وفق مصادر دبلوماسية في مدريد، الى تقديم الرباط احتجاجا الى وزارة الخارجية الإسبانية مؤخرا لكي تقوم الأخيرة بمعالجة الأمر مع وزارة الصناعة لإعادة النظر في هذا المخطط الكهربائي.
والتزمت الدبلوماسية المغربية الصمت في هذا الملف ولم تعلن عن تقديم الاحتجاج، علما أنها في الماضي كانت تعلن عن ذلك بشكل كبير.
ويعود صمت الدولة المغربية الى تفادي نشوب أزمة مع حكومة مدريد، لاسيما وأن وزير الخارجية الإسباني مانويل مارغايو كان قد أعلن في ندوة مشتركة مع الوزير المنتدب في الخارجية يوسف العمراني منذ سنتين والذي يشغل حاليا منصبا في الديوان الملكي “العلاقات ستبقى إيجابية طالما لا تتحدثون أنتم المغاربة عن المدينتين الإسبانيتين، سبتة ومليلية”، وكان جواب العمراني الصمت، صمت يعبر عن قرار اتخذه النظام المغربي.
ومنذ ذلك التاريخ، غاب ملف سبتة ومليلية من الخطاب الرسمي للدولة المغربية على جميع المستويات، حيث يبرر المسؤولون ذلك بنهج البرغماتية بسبب ملف الصحراء.