علنت وزارة الدفاع الأمريكية الثلاثاء من الأسبوع الجاري أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على البيع المحتمل لأنظمة صواريخ المدفعية HIMARS والمعدات ذات الصلة للمغرب في صفقة تصل قيمتها إلى 524 مليون دولار. ويأتي هذا الإعلان نتيجة تخوف واشنطن من ميل المغرب الى السلاح الصيني.
وأبرز البنتاغون إن وزارة الخارجية وافقت أيضا على بيع محتمل لأسلحة فاصلة مشتركة ومعدات ذات صلة إلى المغرب بتكلفة تقدر بـ 250 مليون دولار. وأبرز، وفق وكالة رويترز، أن الشركات التي ستتولى صفقة البيع هي لنظام HIMARS هي لوكهيد مارتن. L3 هاريس. ريثيون. كوبهام. دفاع أوشكوش شركة AAR ؛ و AM General LLC. بينما ستشرف الشركة الرئيسية على الصفقة هي رايثيون. وهذه هي الصواريخ التي منحتها الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، غير أن النسخة المغربية تصل الى 300 كلم بينما الأوكرانية لا تتعدى 80 كلم.
وكان المغرب قد طالب منذ سنوات من البنتاغون بضرورة حصوله على صواريخ هيمارس بعدما حصلت الجزائر على صواريخ إسكندر وكالبير. ويبدو أنه جرى تسريع الصفقة في أعقاب زيارة رئيس الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مايك ميلي الى الرباط مارس الماضي. غير أنه يجب أن تمر هذه الصفقة من مصادقة الكونغرس الأمريكي. وكان المغرب قد طالب الجنرال مايك ميلي وقتها بما يلي:
أولا، المساعدة في إلغاء العقبات التي يعاني منها المغرب في صفقات الأسلحة من طرف السياسيين الأمريكيين. فقد عارض الكونغرس الأمريكي صفقات أسلحة هامة ومنها طائرات مسيرة، وكذلك أنظمة الدفاع الجوي باتريوت. الأمر الذي دفع بالمغرب إلى الرهان على السلاح الصيني والتركي. ثانيا، تقليل ضغط جماعات الكونغرس المناهضة للمغرب التي أرادت إلغاء المناورات العسكرية “الأسد الذهبي”، وكادت تنجح لولا معارضة البنتاغون. لكنه جرى التخفيض من زخم هذه المناورات. ثالثا، عدم تغليب ومراعاة مصلحة إسبانيا في صفقات الأسلحة على حساب مصالح المغرب، ذلك أن البنتاغون لا يريد إغضاب مدريد بصفقات مع المغرب تهدد الأمن القومي الإسباني. رابعا، أن تتبنى المؤسسة العسكرية نفس استراتيجية روسيا تجاه الجزائر، أي تمكين المغرب من نسخ متقدمة من السلاح وليس نسخة ثالثة ورابعة. ومن ضمن الأمثلة، توصل المغرب بمقاتلات إف 16 من النسخة الثالثة التي تتطلب الآن التحديث رغم أن اقتنائها يعود إلى عقد فقط من الزمن. وفي مثال آخر، سهلت روسيا للجزائر الحصول على أنظمة إس 400 المضادة للطيران والصواريخ، بينما واشنطن تماطل في تمكين المغرب من نظام الباتريوت، وإن كان المغرب قد وجد ضالته في منظومة الدفاع الصيني FD2000B.
وتاريخيا، كان المغرب لا يجد تفهما عميقا من طرف الكثير من السياسيين، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، وكانت المؤسسة العسكرية الأمريكية هي التي تنقذ العلاقات من التراجع.
وقد تشكل هذه الصفقة في حالة إتمامها تطورا هاما في تعامل الولايات المتحدة مع الدول الشريكة لها لاسيما في ظل التطورات الجيوسياسية الهائلة المرتبطة بحرب روسيا ضد أوكرانيا وكيف تعيد تشكيل خريطة التحالفات.