تؤكد مختلف المعطيات الإعلامية والدبلوماسية تعيين فاضل بنعيش سفيرا للمغرب رغم حمله للجنسية، وهذا القرار الذي لا يمكن أن يتخذه سوى الملك محمد السادس يطرح تساؤلات حول حاملي الجنسية خاصة جنسية دول يعتبرها المغرب ذات حساسية خاصة هل الأمر يتعلق بعرف جديد أم الأمر يقتصر فقط على “صديق الملك”. وكان الملك الحسن الثاني قد عين الماريشال أمزيان سفيرا في مدريد وكان يحمل الجنسية المزدوجة.
ونشرت جرائد اسبانية ومغربية ومنها ألف بوست خبر تعيين فاضل بنعيش في منصب سفير المغرب في مدريد ابتداء من نهاية يناير، ولم تصدر دبلوماستي المغرب واسبانيا تكذيبا في الموضوع. وجاء الاهتمام بفاضل ليس فقط لأهمية سفارة مدريد وصداقته مع الملك بل لحمله الجنسية الإسبانية، حيث قام بتجديد جواز سفره سنة 2006 والذي يفترض أن ينتهي سنة 2016.
ويطبق المغرب عرفا يعتبر قانونا صارما غير مكتوب وهو إبعاد من يحمل جنسية دولة أخرى خاصة اسبانيا من اي منصب حكومي رفيع وبالأخرى منصب حساس مثل منصب السفير. وهذا القانون حرم عدد من مغاربة الاتحاد الأوروبيي من تولي مناصب رغم قدراتهم.
ويأتي تعيين فاضل بنعيش سفيرا في تجاوز لهذا القانون العرفي لاسيما وأنه لم يعش في اسبانيا بل اكتسب جنسية هذا البلد عبر والدته. ويبقى التساؤل، هل الأمر يتعلق بتوظيف الملك لصلاحياته لفائدة صديق أم رفع ما يسميه المهاجرون “سيف دومقليس” عن المناصب العليا لمغاربة الخارج وخاصة في الاتحاد الأوروبي؟
وكان المغرب قد أقال بشكل مفاجئ ومهين الكاتب العام لوزارة الخارجية أحمد الخريف لأنه اكتسب الجنسية الإسبانية بحكم أنه ينتمي الى الصحراويين الذين كانت لهم الجنسية الإسبانية إبان الاحتلال الإسباني للصحراء.
وفي الوقت ذاته، قد يكون الملك قد اعتمد على سابقة في تاريخ الدبلوماسية المغربية عندما عين الملك الحسن الثاني الماريشال أمزيان سفيرا للمغرب في مدريد ما بين 1966 الى 1970، وقال وقتها الملك الراحل “تعيين أمزيان سفيرا هو مبادرة للتقريب بين البلدين”.