رفض المغرب قرار الاتحاد الإفريقي بتعيين مبعوث خاص في نزاع الصحراء المغربية، وهو رئيس الموزامبيق السابق، خواكين شيسانو. ويعكس الرفض المتأخر غياب دبلوماسية استباقية لدى الرباط بعدما تفرجت بدون تعليق على تحركات الاتحاد طيلة السنتين الماضيتين. في الوقت ذاته، يطرح تساؤلات حول فعالية دبلوماسية الرباط إفريقيا.
وكان الاتحاد الافريقي قد صادق رسميا في قمة مالابو بغينيا الاستوائية الجمعة الماضية على تعيين خواكين شيسانو مبعوث للاتحاد في نزاع الصحراء. التعيين جاء فقط لإضفاء طابع رسمي بينما هذا المبعوث يتحرك منذ شهر في العواصم الكبرى والأمم المتحدة.
ورفض المغرب التعيين في بيان له في بداية يوليوز 2013 ، واستند في الرفض الى عدم امتلاك الاتحاد الإفريقي الشرعية السياسية والقانونية للوساطة في نزاع الصحراء بسبب سياسته المنحازة لجبهة البوليساريو وخططات الجزائر. ويعترف الاتحاد الافريقي بالبوليساريو دولة، وهي الاتحاد الاقليمي الوحيد لاذي قبل البوليساريو عضوا في حظيرته.
في غضون ذلك، جاء موقف المغرب متأخرا للغاية ولم يتحرك للرد على تحركات الاتحاد الإفريقي خلال المدة الأخيرة بل ولم يتحرك حتى عندما أبدت الأمم المتحدة ترحيبا بدور الاتحاد الأوروبي.
في هذا الصدد، ينطلق الاتحاد الافريقي من أطروحة سياسية مفادها أن نزاع الصحراء يهم مستقبل القارة الإفريقية برمتها، واصفا إياه بأنه “آخر منطقة يجب تصفية الاستعمار فيها”. وانطلاقا من هذه الأطروحة، بدأ يحاور الأمم المتحدة التي تلتقي معه في الطرح. ويبقى المثير هو إدماج المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس الاتحاد الإفريقي في البحث عن الحل والتشاور معه باستمرار. ومبادرة كريستوفر روس هي التي جشعت الاتحاد الإفريقي أكثر.
في الوقت ذاته، سمح المغرب لوفد من الاتحاد الإفريقي بزيارة منطقة الصحراء وعلى رأسها مدينة العيون منذ شهور دون أدنى اعتراض، ممهدا، بدون وعي، لدور أكبر للاتحاد الإفريقي في النزاع. والتساؤل هنا: لماذا لم يعترض على زيارة الوفد الإفريقي؟ ولم يبد معارضة شديدة عندما وزع الاتحاد الإفريقي تقريرا حول الصحراء على أعضاء مجلس الأمن خلال ديسمبر الماضي، مدركا أن التقرير منحاز لجبهة البوليساريو ويركز على تقرير المصير دون الحديث عن حل سياسي متفق عليه.
وبينما يبدي المغرب اعتراضه بشكل متأخر على التعيين، فقد أجرى المبعوث الافريقي الخاص خواكين شيسانو مباحثات مع مسؤولين اسبان وفرنسيين وبريطانيين وأمريكيين وسيتم استقباله في بكين وموسكو خلال الأسابيع المقبلة.
قي الوقت ذاته، يأتي هذا التعيين ليطرح تساؤلات قوية حول مدى فعالية الدبلوماسية الإفريقية للمغرب خاصة بعد الجولة الإفريقية للملك محمد السادس. إذ لم تعارض أي دولة صديقة للمغرب بما فيها مالي والسنغال على مقترح مصادقة الاتحاد الإفريقي على مبعوث خاص في نزاع الصحراء. ويحدث هذا في وقت كانت أوساط دبلوماسية مغربية تتحدث عن احتمال تجميد الاتحاد لعضوية البوليساريو.
تعيين مبعوث خاص يبرز مدى ضعف السياسة الإفريقية للرباط التي لم تنجح بعد في مخاطبة كبار القارة مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا، ثم غياب الحس الاستباقي لدبلوماسية تقتصر على الانتظار ثم وصف المشكل دون الغوص في البحث عن آليات المواجهة.
الفقرات الخاصة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون خلال أبريل الماضي حول الصحراء
سادسا – الاتحاد الأفريقي
85 – واصلت بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية تعاونها مع وفد مراقبي الاتحاد الأفريقي في العيون بقيادة السفير يلما تاديسي (إثيوبيا)، فضلا عن مواصلة ما تقدمه من دعم لذلك الوفد، في شكل مساعدة لوجستية وإدارية مستمدة من مواردها الحالية.
86-وكان اهتمام الاتحاد الأفريقي بمسألة الصحراء الغربية، والدعوة التي وجهتها نكاسوزانا دلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، إلى مبعوثي الشخصي لزيارة أديس أبابا، موضوع مساع ورسائل عديدة وُجّهت إليّ وإلى مبعوثي الشخصي خلال الفترة المشمولة بالتقرير. وقد أبدت جبهة البوليساريو والجزائر تأييدهما، فيما أعرب المغرب عن معارضته الشديدة لذلك، ولا سيما في رسالة وجّهها إليّ العاهل محمد السادس.
87-وبناءً على طلب من الاتحاد الأفريقي، التقى مبعوثي الشخصي الرئيسة زوما على هامش الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة. وأعرب عن إقراره بالدور المهم الذي اضطلعت به منظمة الوحدة الأفريقية واضطلع به خلَفها، الاتحاد الأفريقي، في المراحل الأولى المساعي الرامية إلى إيجاد تسوية للنزاع. إلا أنه أشار إلى أن مجلس الأمن كان قد أصدر تكليفا في عام 2007 ببدء عملية مفاوضات مباشرة بين الطرفين، برعاية الأمم المتحدة. وكان مقرّرا أن تبدأ قريباً فترة مشاورات سرّية مع كل طرف، وأن يتم إبلاغ المجلس وسائر الجهات صاحبة المصلحة، بنتائجها، حسب الاقتضاء.
88– وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، عُمّم على أعضاء مجلس الأمن تقريرٌ شامل للاتحاد الأفريقي عن مسألة الصحراء الغربية، ورسالةُ إرفاق من رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، كرّرت فيها الدعوة التي كانت قد وجّهتها إلى مبعوثي الشخصي. وقد كرّرت جبهة البوليساريو والجزائر تأكيد تأييدهما لذلك، في حين أعاد المغرب تأكيد معارضته.