بدعوة من الحزب اليساري الإسباني الجديد بوديموس، تظاهر أكثر من 300 ألف شخص يومه الأحد في قلب العاصمة مدريد منددين بفساد الطبقة السياسية الكلاسيكية ومعلنين عزمهم الوصول الى السلطة لإنقاذ اسبانيا.
وتحدث الشرطة عن قرابة مائة ألف من المتظاهرين، لكن المنظمين تحدثوا عن 300 ألف، وهو الرقم الذي نشرته وسائل إعلام محايدة. ولكن يبقى الأساسي، وفق التحاليل، هو ضخامة المسيرة بكل المقاييس رغم أنها الأولى التي ينظمها هذا الحزب والذي يعود تأسيسه الى فبراير من السنة الماضية.
واعترفت وسائل الاعلام المقربة من باقي الأحزاب مثل الباييس من الحزب الاشتراكي وآ بي سي من الحزب الشعبي بقوة التظاهرة، ذلك أنه لأول مرة يستطيع حزب تحقيق تظاهرة ضخمة، علما أن التظاهرات الضخمة تكون مقتصرة على قضايا تلتقي حولها الكثير من الأحزاب والهيئات الاجتماعية مثل النقابات.
ويرى المراقبون في التظاهرة التي سمتها جريدة “دياريو” الرقمية بمسيرة التغيير منعطفا دالا على نهاية المشهد الكلاسيكي الذي تمي بالثنائية بين الحزب الشعبي المحافظ والاشتراكي على السلطة طيلة الأربعة عقود الأخيرة.
وألقى زعيم الحزب بابلو إغلسياس خطابا في التظاهرة مؤكدا على أن الهدف هو الوصول الى السلطة لتحقيق حلم القضاء على الفساد الذي ينخر الدولة الإسبانية، محملا الحزبين الكلاسيكيين، الشعبي الحاكم والاشتراكي المعارض الوضع المتردي للأوضاع الاجتماعية والسياسية الذي وصلت إليه اسبانيا.
ورغم حداثة الحزب، تكشف معظم استطلاعات الرأي تصدره للمشهد السياسي في البلاد، متفوقا على الحزب الشعبي الحاكم والاشتراكي المعارض.