نظم حزب الاستقلال تظاهرة في قلب العاصمة الرباط أمس الأحد ضد نظام المقايسة الذي تطبقه حكومة عبد الإله ابن كيران على المحروقات. ويهدف حزب الاستقلال الى محاولة تزعم المعارضة الشعبية في الشارع والمؤسساتية في البرلمان ضد الحكومة في ظل تراجع إشعاع أحزاب كلاسيكية مثل الاتحاد الاشتراكي وحركة 20 فبراير.
ودعا الحزب الى التظاهرة الذي جرى تنفيذها يوم الأحد، ولم تعرف التظاهرة النجاح المأمول، يؤكد الحزب على لسان ناطقه حمزة في تصريحات لهسبريس أن المشاركة بلغت حوالي 30 ألف بينما ترجح أطراف إعلامية أخرى المشاركة في عشرة آلاف.
التظاهرة تخللتها خطابات سياسية جديدة من باب مقارنة رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران بالرئيس المصري المخلوع محمد مرسي بشأن المصير الذي ينتظره كما جاء على لسان الأمين العام للحزب حميد شباط. كما شهدت التظاهرة الاستعانة بالحيوانات وأساسا الحمير ضمن القاموس الذي يشهده الخطاب السياسي من تماسيح والآن الحمير. وجرى توجيه انتقادات قوية الى حزب الاستقلال بسبب القيام بهذه الخطوة.
وشكلت التظاهرة أول فرصة لحزب الاستقلال في محاولة لتزعم المعارضة الشعبية والمؤسساتية بعد خروجه من حكومة ابن كيران. ومؤسساتيا، يتزعم حزب الاستقلال المعارضة في ظل تراجع إشعاع الاتحاد الاشتراكي وفي ظل الصعوبات التي يجدها حزب الأصالة والمعاصرة في إيجاد خطاب سياسي مقبول من طرف الرأي العام.
في الوقت ذاته، يحاول حزب الاستقلال تزعم المعارضة الشعبية عبر التظاهرات في الشارع في ظل فتور حركة 20 فبراير.
وإذا كانت المؤشرات تشير الى نجاحه في تزعم المعارضة المؤساتية، أي المعارضة في البرلمان لاسيما وأن وزراءه سابقين في حكومة ابن كيران لهم معرفة بمختلف الملفات ونقط ضعف التسيير الحكومي، فهو لم يحقق النجاح المنشود في تزعم المعارضة الشعبية، وتبقى المشاركة المحدودة في تظاهرة أمس رغم ما رافقها من صخب إعلامي عنوانا في هذا الشأن.
وعمليا، يكشف تاريخ التظاهرات خلال العقد الأخيرين استحالة تزعم حزب أو حركة سياسية لوحدها المعارضة الشعبية في الشارع بدون تنسيق مع باقي الحركات الاحتجاجية والأحزاب السياسية.