تطورات ملف فنزويلا: بسبب الصحراء والنفط الجزائر لصالح الرئيس مادورو والمغرب لصالح التغيير

الكاتب العام للنهج الديمقراطي مصطفى براهمة في كاراكاس خلال تنصيب الرئيس نيكولا مادورو

تسبب القضية الفنزويلية انقساما في العالم لاسيما بين الدول الكبرى التي أعربت عن مواقفها، بينما تلتزم الدول العربية الصمت، لكن هذا الصمت لا يعني عدم تبنيها مواقف ولو غير معلنة وهي تتأرجح  بين تأييد دول مثل سوريا والجزائر للرئيس نيكولا مادورو وأخرى مثل المغرب والسعودية تأمل في تغيير القيادة في هذا البلد. وفي حالة الجزائر والمغرب يبقى المحدد الصحراء والنفط.

في هذا الصدد، تتزعم الولايات المتحدة الجناح الدولي المناهض للرئيس نيكولا مادورو وتؤيد رئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي. وقد بدأت باتخاذ خطوات لتعزيز المكانة السياسية دوليا لغوايدو ومنها التحكم في عائدات النفط الفنزويلية من السوق الأمريكية.

وفي المقابل، تقف دول أخرى على رأسها روسيا والصين في مواجهة الموقف الأمريكي ويبديان مقاومة شرسة ضد التغيير. ولم تتردد دول أخرى من إعلان موقفها، فقد انحازت البرازيل وكولومبيا والأرجنتين كندا الى موقف واشنطن بينما أيدت إيران وتركيا والمكسيك الموقف الروسي وبالتالي الرئيس نيكولا مادورو.

ورغم ضعف العلاقات بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية رغم القمم التي جرت بين الطرفين خلال العقدين الأخيرين، لا يمكن إغفال ما وراء المواقف الصامتة لبعض الدول العربية تجاه الملف الفنزويلي. في هذا الصدد، تميل دول مثل سوريا والجزائر والسودان الى تأييد رئاسة نيكولا مادورو واعتبارها شرعية، وذلك انطلاقا من تأييد الموقف الروسي والصيني وكذلك من معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول. في الوقت ذاته، تعتبر فنزويلا من أكبر شركاء الجزائر في التنسيق في سياسة النفط الدولية وتبادل الخبرات، وهناك تبادل للزيارات منتظمة للتنسيق في هذا الشأن.

وفي المقابل، لا يمكن لدول عربية أخرى سوى الترحيب بالتغييرات السياسية في فنزويلا، وعلى رأس هذه الدول توجد المغرب الذي قطع العلاقات مع فنزويلا بسبب نزاع الصحراء ، إذ تعد فنزويلا من أكبر داعمي جبهة البوليساريو. وأصدرت المغرب خلال السنة الماضية بيانا يدين فيه تصرفات حكومة نيكولا مادورو ضد الشعب الفنزويلي. كما ترحب دول مثل الإمارات العربية والعربية السعودية بالتغيير بسبب الإزعاج الذي تسببه فنزويلا لمنتجي النفط في الأوبيب. ويكفي تبني الرياض والإمارات للمواقف الأمريكية في السياسة الخارجية لمعرفة موقف هذه الدول.

وعلاقة بالمغرب، تبرز معطيات شبكات التواصل الاجتماعي تعاطفا مع الثورة البوليفارية وانتقاد رئيس البرلمان الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد بسبب علاقاته مع الولايات المتحدة. ومن ضمن المعطيات الأخرى هو حضور الكاتب العام للنهج الديمقراطي البراهمة حفل تنصيب الرئيس نيكولا مادورو في كاراكاس.

Sign In

Reset Your Password