للحصول على صفقات اقتصادية ضخمة في المغرب العربي تحاول فرنسا دائما ترضية المغرب والجزائر في نزاع الصحراء المغربية، وتؤكد هذه المرة في الجزائر أنها مع تقرير المصير. وعلاقة بالصحراء، يستمر الغموض يلف سحب الباراغواي لاعترافها بما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” التي أعلنها البوليساريو.
وفي أعقاب نهاية القمة الجزائرية-الفرنسية التي احتضنتها الجزائر يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري على مستوى رئيسي حكومتي البلدين عبد المالك سلال وجان مارك أيرولت تم إصدار بيان مشترك حول هذه القمة تضمن العلاقات الثنائية وكذلك القضايا الدولية.
وحضر المغرب في مباحثات القمة سواء في ملف التوتر القائم بين المغرب والجزائر أو في نزاع الصحراء المغربية. وخصص البيان المشترك فقرة كاملة للصحراء تؤيد فيها فرنسا تقرير المصير ولا تذكر الحكم الذاتي.
في هذا الصدد جاء في الفقرة 46 من البيان المشترك “يعرب الطرفان عن ارتياحهما بخصوص ثبات التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتسوية عادلة ومستدامة مبنية على أساس حل سياسي مقبول ﻟﻠطرفين والذي يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية، طبقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وكذا قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن. كما يقدمان كل الدعم للجهود التي يبذلها، في هذا الصدد، السيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية”.
وتبرز هذه الفقرة مدى تبني باريس في كل عاصمة بين الرباط والجزائر موقفا يرضي دولة من الدولتين، إذ تؤيد الحكم الذاتي نسبيا في الرباط، وتبرز قوة تقرير المصير في الجزائر.
غموض في ملف سحب الباراغواي اعترافها
وعلاقة بملف الصحراء، يستمر الغموض حول سحب الباراغواي الاعتراف بالبوليساريو دولة في أعقاب الزيارة التي قام بها الى هذا البلد الأمريكي اللاتيني وفد من حزب الأصالة والمعاصرة برئاسة نائب الكاتب العام إلياس العمري.
فقد نشر حزب البام وثيقة يؤكد فيها قرار برلمان الباراغواي سحب الاعتراف بجمهورية البويلساريو. ويبقى ما قام به الحزب يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية التي تقوم بها الأحزاب.
لكن يبقى المثير للتساؤل هو صمت وزارة الخارجية المغربية، إذ لم تنشر في موقعها أي خبر يشير الى سحب الاعتراف، وهل تعتبر ما حققه الوفد ليس جدير بالذكر.
في الوقت نفسه، لم تسحب وزارة خارجية الباراغواي سفارة البوليساريو من موقعها، ولم تصدر بيانا تعلن سحب الاعتراف طالما أن القرارات التي تهم العلاقات الخارجية تصدر عن الدبلوماسية.
واعترفت الباراغواي بما يسمى جمهورية البوليساريو يوم 9 فبراير من سنة 2000 وعادت يوم 25 يونيو خلال السنة نفسها الى تعليق الاعتراف بهذه “الجمهورية”، وبعد مرور ثمان سنوات وبالضبط يوم 11 غشت 2008 عادت لتقيم علاقات معها وتسمح للبوليساريو بفتح سفارة غير قارة بل يمثلها سفير البوليساريو في الأوروغواي.