هل ستصبح الجزائر المسرح الرابع للصراع الدولي بعد سوريا وأوكرانيا وفنزويلا، تساؤل ناتج عن معطيات دولية وجزائرية داخلية على رأسها صدور تصريح من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ يومين يؤكد تخطيط جهات لربيع عربي في الجزائر.
وصرح سيرغي لافروف منذ يومين بوجود مؤشرات على محاولة زعزعة الاستقرار في الجزائر بالترويج للربيع العربي في المدى القريب. واتهم وزير الخارجية الأطراف التي تقف وراء ما يجري في الحدود الليبية والتونسية مع الجزائر بوقوفها وراء زعزعرة استقرار هذا البلد طمعا في خيراتها.
وفي ظل صراع النفوذ الحالي في العالم بين روسيا والولايات المتحدة ومنها سوريا وأوكرانيا وفنزويلا في عودة للحرب الباردة في حلة ثانية مختلفة، تأخذ تصريحات عميد دبلوماسية موسكو حول الجزائر أبعادا هامة.
وتخلف تصريحات سيرغي لافروف الكثير من التساؤلات وسط الطبقة السياسية والأمنية في الجزائر بين من يعتبرها منطقة للغاية ويعتقد في وجود جهات أجنبية تستهدف استقرار البلاد، وبين من يرى مبالغة فيها ويحمّل المدافعين عن استمرار بوتفليقة المسؤولية رئيسا للبلاد بتشرحه ضمن ما يعرف “العهدة الرابعة”.
وجعلت جريدة الشروق اليومي الجزائرية من هذه التصريحات الخبر المركزي في عددها الصادر اليوم الأربعاء بعنوان كبير “هل هناك مخطط لزرع الفوضى في الجزائر؟” واستقت تصريحات متعددة من مسؤولين وسياسيين.
ونقلت تصريحات الجنرال المتقاعد عبد العزيز مجاهد الذي قام بتلميحات لدور المغرب من وجهة نظر تبخيسية ولجأ الى نظرية المؤامرة لتأكيد تصريحات لافروف. ومن جهته، أعطى أستاذ العلوم السياسية من جامعة الجزائر سليم قلالة مصداقية لتصريحات وزير الخارجية الروسي ولكن في صيغة مختلفة من التأويل ومفادها أن ” لافروف، حاول بكل الطرق تنبيه الجزائر من مخاطر الخطاب الحاد الذي تستعمله بعض الأطراف المتناحرة داخل البلاد”.
ومن المعطيات التي يبدو أنها تجعل لافروف يعتقد في تهديد الربيع العربي للجزائر الدور الغامض لوجود قوات أمريكية للتدخل الخاص في قاعدة مورون ديلفرونتيرا في اشبيلية بمنطقة الأندلس جنوب اسبانيا وعل بعد بعض مئات من كلم من الشواطئ الجزائرية. وكان قادة جزائريون قد تحدثوا عن تخوف واشنطن من اندلاع ربيع عربي في هذا البلد المغاربي، وبالتالي الاستعداد للتدخل لإجلاء المواطنين الأمريكيين.
وفي الوقت نفسه، تعتقد روسيا باستهداف الدول الغربية للجزائر بعدما لوحت بإنشاء منظمة أوبيب خاصة بالغاز مع روسيا وقطر لجعل الغاز ورقة سياسية قوية، وهو ما لا يتسامح معه الغرب.
وداخل الدولة الجزائرية، يوجد قلق من اندلاع ربيع عربي ولكن لا ينسبونه للخارج بل الى “العهدة الرابعة” لبوتفليقة. ومن أبرز هؤلاء مؤسسة المخابرات التي يديرها الجنرال توفيق الذي رفض بطريقة غير مباشرة استمرار بوتفليقة لأنه سيكون مصدر زعزعة للإستقرار في البلاد.
وعمليا، بدأت موجة الرفض لبوتفليقة تكبر وتكبر وتهدد النظام القائم. وإذا كانت عدد من الأحزاب قد انسحب من الصراع الرئاسي وحركة “بركات”وهي شبيهة بحركات الربيع العربي مثل “20 فبراير في المغرب، آخذة في كسب التعاطف والأنصار بفضل نشاطها في الشارع وشبكات التواصل الاجتماعي في حشد المعارضة “للعهدة الرابعة” لاسيما بعد بيانها الأخير الصادر الأحد الماضي، فالمفاجأة الجديدة كانت من خلال حركة أبناء المجاهدين التي رفضت تأييد بوتفليقة رغم أنه رئيسها الشرفي. وفي الوقت ذاته، انقسم منتدى رجال الأعمال بين مؤيد ورافض، وهذا يحدث لأول مرة.
وكتب معلق جزائري في شبكة الفايسبوك “نعم الجزائر مستهدفة بسبب مواردها الطبيعية مثل الغاز والتبرول، ولكن العهدة الرابعة لبوتفليقة وسط شخط شعبي هي المساعد على تنفيذ هذه المخططات”.