قلدت تركيا كبار الدول المهتمة بالقارة الإفريقية ونظمت لقاءا تركيا-إفريقيا بحضور رؤساء دول وحكومات في غينيا إيكواتوريال يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الجاري، وتنسق في هذا المجال معد دول مثل نيجيريا والجزائر أساسا.
واعتادت الدول الكبرى هي التي تنظم قمما ثنائية مع الاتحاد الإفريقي مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وكذلك دول صاعدة ثمل البرازيل. وانضمت تركيا الى هذا التقليد معتبرة أن لها مصالح استراتيجية في القارة السمراء.
وحضر عن الجانب التركي الرئيس طيب رجب أردوغان وعن الجانب الإفريقي رئيس غينيا إيكواتوريال المحتضنة للقمة، تيودورو أوبيانغ ورئيس الاتحاد الإفريقي الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ورؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية ومنهم رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال.
وقال أوبيانغ ” التعاون بين أفريقيا وتركيا شهد نقلة كبيرة منذ القمة الأولى عام 2008 في اسطنبول، ونأمل أن يتطور أكثر في قمة اليوم”، ومن جانهب قال رئيس الاتحاد الإفريقي “” هذه القمة تجسد الشراكة الحقيقة للتعاون بين الطرفين”.
وأضاف أن “التعاون التركي الأفريقي سيساعد في القضاء على الآفات التي تواجه أفريقيا من الأمراض والفقر”، مشيراً إلى أن القارة الأفريقية تتطلع للاستفادات من إمكانات تركيا وخبراتها في شتى المجالات.
ونم جانبه، قال أردوغان، وفق وكالة الأناضول، أنه أولى أهمية كبرى للعلاقات الأفريقية التركية خلال توليه رئاسة الوزراء بين عامي 2002 و2014، مشيرا أن تركيا أطلقت سياسة الانفتاح على أفريقيا مع إعلان عام 2005 “عام أفريقيا”.
وأوضح أردوغان أن تركيا لها حاليا 39 سفارة و4 قنصليات عامة تمثلها في أفريقيا، فيما بلغ عدد البعثات الدبلوماسية للدول الأفريقية في أنقرة 32 ممثلية، مشيرا أنه بحلول عام 2009 كان عدد السفارات التركية في القارة الأفريقية 12 سفارة، فيما ضمت أنقرة 10 سفارات أفريقية.
وبيّن الرئيس التركي أن حجم الاستثمارات التركية في أفريقيا بلغ 6 مليارات دولار، وباتت الخطوط الجوية التركية تسيّر رحلات منتظمة إلى 40 مدينة أفريقية
وهذه هي القمة الثانية بين الطرفين بعد تلك التي جرى تنظيمها في تركيا خلال سنة 2008 عندما أعلن الاتحاد الإفريقي تركيا شريكا استراتيجيا.
وتراهن تركيا في تعزي نفوذها في القارة السمراء على التبادل التجاري وإن كان دون المستوى، إذ تستمر دول شمال إفريقيا هي شركائها الرئيسيين بما في ذلك المغرب. وتراهن على تقديم المساعدات، إذ تعتبر ثالث دولة في تقديم المساعدات سنة 2012 بقيمة 800 مليون دولار بعد كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتنسق تركيا في سياستها مع دول تعتبر محركة للاتحاد الإفريقي وهي جنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا. وقبل زيارته غينيا إيكواتوريال، حط الرئيس التركي أردوغان في الجزائر والتقى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يومه الأربعاء من الأسبوع الجاري. وأكد بيان الزيارة الى الجزائر، التقاء تركيا والجزائر على أهداف متشابهة في القارة الافريقية، وركزا على التنسيق بينهما.