تركيا تطمح للدعم التقني الباكستاني والاستثمار السعودي لتسريع إنتاج مقاتلتها “قآن” من الجيل الخامس

المقاتلة التركية قآن من الجيل الخامس

تبحث تركيا عن شركاء لتمويل طائرتها المقاتلة “قآن” من الجيل الخامس، وتراهن على باكستان للحصول على المساعدة التقنية وعلى العربية السعودية للحصول على التمويل المالي الكافي، مما سيجعلها تنضم إلى نادي الدول المصنعة للمقاتلات بعدما حققت قفزة نوعية في صناعة “الدرون” الحربي.

وكان الرئيس التركي طيب رجب أردوغان قد قدم خلال مايو الماضي النموذج الأول لمقاتلة “قآن”، وتعهد بإنتاج بلاده لمقاتلة متطورة من الجيل الخامس، ودعا الدول الصديقة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط إلى الثقة في الصناعة العسكرية التركية.

وبدأت تركيا تحصل على الدعم من دولة ثالثة، إذ وقعت خلال الأسبوع الماضي مع دولة أذربيجان اتفاقا تنضم بموجبه إلى مشروع المقاتلة التركية. وصرح نائب وزير الدفاع التركي جلال سامي توفيكجي الجمعة الماضية “قريبًا جدًا، خلال هذا الشهر، سنناقش مع نظرائنا الباكستانيين لإدراج باكستان رسميًا في برنامجنا للطائرات المقاتلة الوطنية”.

وتراهن تركيا على دولتين لمساعدتها في التقدم قدما في مشروع الطائرة المقاتلة، ويتعلق الأمر بباكستان ثم العربية السعودية. وتتجلى أهمية باكستان في كونها تمتلك خبراء في صناعة الطيران، وتساهم إلى جانب الصين في صناعة وتطوير بعض المقاتلات ومنها جي إف 17. كما قطعت باكستان شوطا في صناعة الذخيرة الخاصة بالطائرات المقاتلة.

وإذا كانت تركيا قد كشفت عن وجود مفاوضات مع باكستان لكي تنضم إلى مشروع مقاتلتها، لم تكشف عن وجود مفاوضات مع السعودية للحصول على التمويل. وبعد توقيع الرياض وأنقرة يوم 18 يوليو الماضي على أكبر صفقة عسكرية بقيمة 10 مليار دولار تقتني بموجبها الأولى طائرات مسيرة تركية، أصبح التعاون العسكري مطروحا وواردا جدا. يضاف إلى هذا، يحدث تغيير في الرؤية السعودية للمستقبل من خلال الرهان على التعاون والحوار مع محيطها، وهنا يأتي التقارب مع إيران والتعاون مع تركيا.

ومثل باقي مشاريع الطيران الضخمة، تحتاج تركيا إلى دعم تقني من أطراف متعددة وكذلك أموال للبحث العلمي في مجال الطيران، وكشف الموقع العسكري “غلاكسيا مليتار” أن تركيا في حاجة إلى 14 مليار دولار لتطوير مقاتلتها من الجيل الخامس لتدخل مرحلة الإنتاج بكثافة والتصدير، ولن يتم هذا إلا منتصف العقد المقبل.

ومن ضمن الأمثلة، رغم التطور التكنولوجي الهائل للولايات المتحدة، إلا أنها اعتمدت على قرابة عشرة دول لتطوير وإنتاج أجزاء مقاتلة إف 35، وكانت تركيا ضمن هذا البرنامج قبل إبعادها بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسي إس 400.

وعمليا، كانت معظم التقارير العسكرية ودراسات مراكز التفكير الاستراتيجي تشير إلى أن دول الشرق الأوسط خاصة الرباعي “تركيا-إيران- باكستان- السعودية” قادرة في حالة التوافق على تحقيق قفزة نوعية في مجال إنتاج الأسلحة.

وتوجد عوامل تلعب لصالح هذا الرباعي وهي: أولا، توفر قاعدة متينة من العلماء بما في ذلك في مجال التصنيع الحربي، ويكفي رؤية ما حققته الدول الثلاث باكستان وإيران وتركيا من تقدم في الصناعة الحربية ومنها الطائرات المسيرة والصواريخ. ثانيا، توفر السعودية على فائض مالي لتمويل مشاريع مثل المقاتلة من الجيل الخامس التركية، علما أن السعودية لعبت دورا في تمويل مشاريع الصناعة العسكرية الباكستانية. وثالثا، تعاني هذه الدول من سياسة الغرب الذي لا يريد بيعها أسلحة متطورة. وعلاقة بهذه النقطة، تتماطل الولايات المتحدة في تحديث إف 16 التي تملكها القوات الجوية التركية، كما ترفض واشنطن بيع السعودية أسلحة متطورة، بل وتبين مدى خرافة تلك الصفقات التي بلغت 400 مليار دولار في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وإذا نجحت تركيا في استقطاب الاستثمار السعودي والدعم التقني الباكستاني، ستكون حققت منعطفا في صناعة الأسلحة لأن مشروع مقاتلة “قآن” سيكون أول تعاون عسكري حقيقي بين دول الجنوب.

Sign In

Reset Your Password