طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إقامة تحالف استراتيجي ضم عدد من الدول العربية للتصدي لإيران، لكنه استبعد المغرب من هذا التحالف رغم اقتراح الدبلوماسية المغربية الانضمام الى مساعي واشنطن لمواجهة إيران والتنبيه الى مساعي طهران توسيع نفوذها في القارة الإفريقية.
وضمن القضايا التي تطرق لها، أكد ترامب في خطابه أمام قادة العالم الثلاثاء من الأسبوع الجاري على إقامة تحالف استراتيجي عسكري وسياسي يضم دول الخليج وعلى رأسها العربية السعودية ثم مصر والأردن لمواجهة التمدد الإيراني.
ويأتي طرح ترامب لهذا الحلف ضمن تصوره لتحميل دول المنطقة الدفاع عن مصالحها بينما تتولى الولايات المتحدة دور الداعم عكس ما كان في الماضي عندما تحملت عبئ الدفاع. ويأتي هذا الحلف المفترض ضمن محاصرة النفوذ الإيراني الآخذ في التمدد والذي يقلق دول الخليج بسبب طابعه الديني، اي الشيعي، ويقلق واشنطن بسبب التنسيق القوي بين طهران وموسكو في قضايا الشرق الأوسط.
ويبقى المثير هو استبعاد الرئيس ترامب للمغرب من هذا الحلف الاستراتيجي، فقد ذكر دول الخليح واكتفى بمصر والأردن من خارج الخليج، ولم يتطرق الى المغرب. ويحدث هذا في وقت اقترح المغرب على واشنطن إقامة حلف لمواجهة إيران وخاصة في القارة الافريقية.
وكان وزير الخارجية ناصر بوريطة قد أدلى خلال الأسبوع الماضي بحوار للجريدة الرقمية الأمريكية بريتبار التي تعد من الركائز الإعلامية لترامب أن إيران توسع من نفوذها في غرب إفريقيا، ونبه من وجود علاقة بين حزب الله وجبهة البوليساريو. وأعلن استعداد المغرب بالوقوف الى جانب واشنطن لمحاصرة النفوذ الإيراني لاسيما وأنه يمتد الى الجالية المغربية في الخارج عبر أعمال تبشيرية ويمتد الى غرب إفريقيا.
ويمكن تسفير قرار الإدارة الأمريكية باستبعاد المغرب بعاملين، الأول وهو استمرار الرئيس ترامب في اتخاذ موقف من الرباط بسبب رهان الأخيرة على هيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، ثم موقف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون الذي بسبب تعاطفه مع جبهة البوليساريو يحاول إقصاء المغرب من أي مبادرة أمريكية.