تراجع وفشل واشنطن في الأزمة الفنزويلية بسبب الملف الإيراني والموقف الروسي والصيني

صورة لعلم فنزويلا


تراجعت الأزمة الفنزويلية في أجندة البيت الأبيض نتيجة الفشل في مواجهة نظام الرئيس نيكولا مادورو، وأساسا بسبب الأزمة الإيرانية التي تأخذ معظم مساعي ومجهودات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومساعديه وخاصة مستشار الأمن القومي جون بولتون.

ويركز البيت الأبيض على المواجهة السياسية حتى الآن مع إيران والتلويح بالخيار العسكري، حيث تعتبر إيران القضية الرئيسية في أجندة الرئيس الأمريكي إضافة الى ملف المواجهة التجارية مع الصين.

وكل هذه المعطيات جعلت الملف الفنزويلي يتراجع الى مركز ثانوي وهامشي رغم أنه كان الملف الرئيسي لدى ترامب منذ نهاية يناير الماضي عندما ساعدت واشنطن رئيس البرلمان خوان غوايدو على إعلان نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد بدل الرئيس المنتخب نيكولا مادورو.  وكان الرئيس ترامب قد أكد أن كل الخيارات مطروحة في حالة فنزويلا بما فيها الخيار العسكري، ووصل الأمر بجون بولتون الى تهديد مادورو بمصير مشابه للرئيس الليبي المغتال معمر القذافي والاعتقال في سجن غوانتانامو. وكانت آخر محاولة لقلب النظام في فنزويلا نهاية أبريل الماضي، لكنها فشلت فشلا ذريعا.  وكان العالم ينتظر التدخل العسكري لاسيما بعدما رفعت واشنطن شعار “استعادة عقيدة مونرو” التي أسسها الرئيس مونرو في العشرينات من القرن التاسع عشر وتمنع دول غير أمريكية من التدخل في قضايا القارة.

وبعد ثلاثة أشهر من الأزمة،  تراجعت الأزمة الفنزويلية ليس فقط نتيجة قوة الأزمة الإيرانية بل نتيجة فشل كل محاولات البيت الأبيض في محاولاته إنهاء نظام مادورو. في هذا الصدد، فشل البيت الأبيض في الرهان على الحل العسكري بسبب تكلفته الكبيرة وعدم ضمان نتائج إيجابية بل وعارضته أشد الدول معاداة لفنزويلا وهي البرازيل وكولومبيا خوفا من انبعاث الحركات اليسارية المسلحة من جديد.

 في الوقت ذاته، فشل البيت الأبيض سياسيا بعدما لم ينجح خوان غوايدو من قيادة التغيير رغم الدعم الأمريكي الكبير، علاوة على بدء الأوروبيون مراجعة  مواقفهم من فنزويلا ويتعاملون مع سلطات الرئيس مادورو رغم اعترافهم بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا بل وتلمح اسبانيا الى أن الاعتراف بغوايدو كان خطئا ، واتهمت واشنطن بلعب دور رعاة البقر كوو بوي.

ويبقى الفشل الكبير هو أمام روسيا والصين، حيث لم يستطع البيت الأبيض الحصول على قرار من الأمم المتحدة ضد فنزويلا، ثم فشل في حصاره الاقتصادي الشديد نتيجة المساعدات الاقتصادية الهامة التي قدمتها بكين وموسكو الى نظام مادورو.

في غضون ذلك، يؤكد الرئيس نكيولا مادورو رفقة مساعديه والاعلام الموالي له  أن فشل ترامب في فنزويلا يتكرر الآن في إيران، حيث يعتبر من أشد منتقدي السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

Sign In

Reset Your Password