رشحت منظمة مراسلون بلا بحدود الصحفي ومعتقل الرأي حميد المهداوي الى جائزة الشجاعة رفقة ثلاثة منافسين آخرين من جنسيات متعددة. ويأتي هذا الترشيح كنتيجة سلبية للسياسة الأمنية الخاطئة أو تغليب المنطق الأمني من طرف الدولة المغربية في معالجة قضايا اجتماعية والتي من مظاهرها الأخرى ترشيح ناصر الزفزافي لجائزة ساخاروف لحرية الفكر.
في هذا الصدد، نشرت منظمة مراسلون بلا حدود الخميس من الأسبوع الجاري أسماء المرشحين لمختلف الجوائز التي تمنحها، وعددهم 12 مرشحا لأربع جوائز حيث سيتم تسليمها يوم 8 نوفمبر المقبل في حفل في العاصمة لندن، وهي جوائز التأثير والاستقلالية والشجاعة وجائزة روح مراسلون بلا حدود المخصصة لصحفي أو مؤسسة إعلامية بريطانية.
وجاء ترشيح حميد المهداوي مؤسس جريدة بديل الرقمية في صنف جائزة صحافة الشجاعة، ووصفته بالصحفي الشجاع في انتقاد السلطة عبر مقالاته وأشرطة الفيديو في يوتوب، وكان موضوع ملاحقات متعددة ومنها الحكم عليه بالسجن بتهمة التحريض ثم في قضية تمس بالأمن القومي للدولة في الحراك الاجتماعي للريف.
وجرى اعتقال المهداوي بتهم مثيرة في تاريخ القضاء المغربي، فقد جرى اتهامه بالتحريض على المشاركة في تظاهرة في الحسيمة خلال الصيف ما قبل الماضي، بينما دعا عشرات الآلاف في تدوينات في شبكات التواصل الاجتماعي للتظاهرة. ولاحقا، قامت الدولة المغربية باتهامه بالتستر على معلومات تمس الأمن القومي للبلاد وهي عدم التبليغ عن شخص اتصل به يخبره بإدخال دبابات روسية الى الريف عبر مدينة سبتة المحتلة. واعتبر الكثيرون هذه التهمة بمثابة السخرية من ذكاء المغاربة.
وكان المهداوي قد تحول الى مرجع للكثير من المغاربة لمشاهدة أشرطة الفيديو التي كان يبثها في شبكة التواصل الاجتماعي يوتوب منتقدا الأوضاع الاجتماعية وفاضحا العديد من قضايا الفساد، ولكن بدل تحقيق قضاء الدولة المغربية في ملفات الفساد انتهى المهداوي في السجن.
ويعتبر ترشيح المهداوي الى هذه الجائزة مظهر آخر من الانعكاسات السلبية لتوظيف الدولة المغربية العنف والقضاء في معالجة قضايا اجتماعية مثل الحراك الاجتماعي في الريف. وقبل المهداوي، بلغ ناصر الزفزافي المرحلة الأخيرة في جائزة ساخاروف التي ستمنح يوم 25 أكتوبر من الشهر الجاري من طرف البرلمان الأوروبي.
ومن المنتظر أن يتم مزيد من تدويل الخروقات التي يشهدها المغرب وخاصة الريف بسبب ارتفاع تهجم السلطة على الحريات وبسبب انتظام المغاربة في الخارج وخاصة الجالية الريفية للتنديد بما جرى من معالجة أمنية خاطئة للمطالب الاجتماعية في الريف.