قرر البنتاغون تمركز مختلف السفن الحربية في مناطق بحرية تجعلها في منأى عن متناول الصواريخ والطوربيدات التي تمتلكها إيران وحزب الله والقوات الحوثية في حالة اتساع رقعة الحرب.
ومباشرة بعد 7 أكتوبر، تاريخ اقتحام الفلسطينيين غلاف غزة واعتقال المئات من الإسرائيليين وانفجار حرب حقيقية، وجهت واشنطن عدد من سفنها الحربية إلى الشرق الأوسط مابين مدخل الخليج العربي وقبالة الشواطئ اللبنانية. وتهدف هذه القوات الى الردع ثم التدخل في حالة اتساع الحرب للدفاع عن إسرائيل.
ووفق رسم بياني المعهد البحري العسكري الأمريكي منذ يومين، لا يتوفر البنتاغون على أي حاملة طائرات في الخليج العربي، فقد سحب السفن خارج الخليج وترك مدمرة وسفن حربية صغيرة قريبة من مضيق هرمز. وترسو حاملة الطائرات ايزنهاور في البحر الأحمر بعيدا عن الشواطئ اليمنية، بينما تتواجد بعض المدمرات بالقرب من خليج العقبة. وفي البحر الأبيض المتوسط، تتمركز حاملات الطائرات فورد ومجموعة أخرى من السفن بعيدا عن الشواطئ السورية واللبنانية بما يفوق 400 كلم، وكان من المفترض أن تتوجه الى منتصف المتوسط لكنها تستمر في المنطقة.
ويعود القرار الأمريكي بترك مياه الخليج العربي والابتعاد عن الشواطئ الإيرانية واللبنانية الى التخوف من اتساع رقعة الحرب فجأة، وبالتالي حتى لا تكون السفن الحربية في متناول الصواريخ والطوربيدات البحرية وكذلك الطائرات المسيرات. وكان الأمين العام لحزب الله نصر الله قد صرح في خطابه الجمعة من الأسبوع ما قبل الماضي أن “السفن الحربية الأمريكية في البحر المتوسط “لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيام”. وأضاف “أساطيلكم التي تهددوننا بها، لقد أعددنا لها عدتها أيضا”.
وكانت وكالة رويترز قد أوردت في تقرير لها منذ أيام توفر حزب الله على صاروخ ياخونت الروسي الذي يبلغ مداه 300 كلم، وهو صاروخ سريع موجه ضد السفن والغواصات أساسا، ويعمل في بيئة إلكترونية وصواريخ دفاع مضادة علاوة على قوته التفجيرية، وهذا ما يجعله خطيرا. وهو أخطر من صاروخ هاربون المشابه الذي تمتلكه الولايات المتحدة بسبب السرعة.
لكن البنتاغون يجهل ترسانة الصواريخ الموجهة ضد السفن التي يمتلكها حزب الله والتي هي من صنع إيراني. ولهذا يفضل إبان الأزمات مع إيران سحب حاملات الطائرات من الخليج العربي نحو بحر العرب. في التقرير نفسه، نقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين الأخذ بجدية كبيرة ترسانة الأسلحة التي يتوفر عليها حزب الله. ومن أسباب تخوف البنتاغون هو محاولة القوات الحوثية المغامرة العسكرية بالهجوم على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، بحكم أن هذه القوات لا تؤمن بالردع وهي في بلد فقد الكثير من البنيات التحتية ويفتقد لسلطة مركزية عكس حالة حزب الله في لبنان.
لكن رغم ابتعادها عن الشواطئ، تحافظ البحرية الأمريكية على وقوقتها النارية سواء من خلال الطائرات المقاتلة التي على متن حاملات الطائرات أو الصواريخ الباليستية والمجنحة التي تحملها.