أثنى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز على المغرب في محاربة الهجرة السرية، غير أنه بدأ يتبنى “خطابا غامضا” في ملف الصحراء بقوله أنه لم يقم بتغيير الموقف التقليدي لحكومات مدريد من النزاع، بل يراهن ويتوافق مع مساعي الأمم المتحدة. وهذا الخطاب يأتي بسبب الانتخابات التشريعية التي ستجري يوم 23 من الشهر الجاري.
وفي حوار أجرته معه قناة “تيلي سينكو” (القناة الخامسة) هذا الثلاثاء، أثنى الزعيم الاشتراكي على دور المغرب في مواجهة الهجرة السرية، مبرزا تراجع الهجرة من الأراضي المغربية نحو إسبانيا عبر البحر، عكس ارتفاعها في طرق بحري أخرى مثل شرق المتوسط، في إشارة الى الهجرة من ليبيا وتونس نحو إيطاليا واليونان.
وطالب بتفهم موقف المغرب من الهجرة السرية لأنه بدوره يعاني من هذه الظاهرة بحكم موقعه الجغرافي الذي يجعله عرضة للضغط الإفريقي في ظل حالة اللاستقرار في منطقة الساحل. في الوقت ذاته، كما أثنى على التعاون في مواجهة الهجرة مع دول مثل السنغال وموريتانيا والجزائر.
ونفى حدوث أي تغيير في موقف إسبانيا من نزاع الصحراء لصالح المغرب، قائلا أنه “نفس موقف الحكومات السابقة، حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو (الاشتراكية) وحكومة ماريانو راخوي (المحافظة)”، مبرزا أنه موقف يتوافق مع مواقف بعض الدول مثل الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا وفرنسا الداعي الى دعم مساعي الأمم المتحدة، وضرورة أن يحظى كل حل بقبول الأطراف المعنية والتوافق بشأنه. وشدد على تمثيلية جبهة البوليساريو للصحراويين، في محاولة لتخفيف ضغط أحزاب اليسار عنه في هذا الملف. وكان سانشيز قد أكد في السابق أن الحل الأمثل لنزاع الصحراء هو الحكم الذاتي شريطة قبول جبهة البوليساريو به
ونفى بشدة أن يكون قد غير من موقفه من الصحراء بسبب الأطروحة القائلة بحصول المغرب على معلومات حساسة عن حياته الشخصية بواسطة برنامج التجسس بيغاسوس ويبتزه بها. واتهم اليمين السياسي والاعلامي بترويج مثل هذه الأخبار التي اعتبرها عارية من الصحة.
والمثير أنه تجنب الحديث مباشرة على مقترح الحكم الذاتي، ويفعل هذا منذ قرابة شهرين، ويكتفي بالحديث عن حل لنزاع الصحراء متفق عليه. ومن المحتمل، وفق مصادر إسبانية أنه يفعل هذا لأسباب انتخابية بسبب الاستحقاقات التي ستجري يوم 23 من الشهر الجاري.
وتنفي المعارضة خاصة الحزب الشعبي المحافظ أن يكون موقف رئيس الحكومة هو موقف رئيس الحكومة اليميني السابق ماريانو راخوي، وتؤكد أن موقفها عدم تفضيل أي حل من الحلين، الحكم الذاتي أو استفتاء تقرير المصير بل الدعم الكامل لمساعي الأمم المتحدة.
وفي تصريحات يوم الاثنين من الأسبوع الجاري، تنخرط المعارضة في نقاش موضوع المغرب، ويقول نونيث فييخو زعيم الحزب الشعبي والمرشح لشغل منصب رئيس الحكومة، وفق استطلاعات الرأي، أنه سيعمل على إقامة علاقات متينة وشفافة مع المغرب لأنه دولة ذات أهمية استراتيجية كبرى لإسبانيا. ويضيف أن “قضايا الدولة يجب أن يبث فيها البرلمان”، في إشارة إلى ضرورة اتخاذ قرار جماعي في قضايا حساسة مثل نزاع الصحراء عكس رئيس الحكومة الحالي. ويتهم الحزب الشعبي رئيس الحكومة بتغيير موقف إسبانيا من نزاع الصحراء دون استشارة البرلمان والمؤسسة الملكية.