شكلت “الندوة الأوروبية لتنسيق التضامن مع الشعب الصحراوي” التي جرت منتصف الشهر الجاري لقاءا بين ما يطلق عليه بوليساريو الداخل وقيادة الجبهة في مخيمات تندوف لتفادي التوتر القائم وخاصة الانتقادات التي كانت توجهها الناشطة السياسية والحقوقية أميناتو حيدر للقيادة.
وارتفع التنسيق خلال السنوات الأخيرة بين أنصار التقرير في مدن الصحراء المغربية وزعماء قيادة البوليساريو في تندوف. ومن عناوين هذا التنسيق مشاركة حقوقيين صحراويين من أنصار تقرير المصير في مواجهة المغرب في المنتديات الدولية الحقوقية ومنها جلسات هيئة حقوق الإنسان في جنيف، حيث يصطف حقوقيو الصحراء الى جانب البوليساريو في مواجهة ممثلي المغرب.
وتشكل المنتديات الخارجية مناسبة لرفع التنسيق بين ما يصطلح عليه بوليساريو الداخل وقيادة الجبهة، وبل وأصبحت تشكل مناسبة لتجاوز الاختلافات حيث أن بعض دعاة تقرير المصير مثل أميناتو حيدر كانت تنتقد قيادة البوليساريو وتتهمها بعدم مسايرة واقع الملف. وكان أعضاء آخرون من مدن العيون والداخلة واسمارة ينتقدون الجبهة بسبب عدم تحركها بقوة في المنتديات الدولية.
لكن يبدو أن التفاهم يسود مؤخرا، خاصة بعدما رفع زعيم الجبهة محمد عبد العزيز خلال السنة الأخيرة من تحركاته ومنها توجيه الرسائل الاحتجاجية الى الأمين العام للأمم المتحدة كلما ارتكبت القوات المغربية خرقا لحقوق الإنسان في الصحراء المغربية.
وشكل لقاء مدريد مناسبة جديدة للقاء الطرفين، حيث قامت أميناتو حيدر لأول مرة، وفق مصادر صحراوية، بمخاطبة زعيم البوليساريو في لقاء مدريد بصفة رئيس الجمهورية التي أعلنها من جانب واحد. وهو موقف سياسي واضح بعدما كانت تجعل نفسها فقط في خانة حقوقية محضة، وتعتبر من القلائل من نشطاء الصحراء التي تفرض حتى الآن زيارة مخيمات تندوف.
وتنقل مصادر مقربة من الصحراويين ارتفاع التنسيق خلال المدة الأخيرة بسبب حساسية الظرف الذي تمر منه الصحراء. وهذه الأسباب التي دفعت الملك محمد السادس الى الحديث في خطبه ومنها خطاب المسيرة الخضراء عن الولاء والخيانة، في إشارة الى هؤلاء الصحراويين، لكن هؤلاء لا يترددون في الاعتراف بتنسيقهم مع البوليساريو ورفض السيادة المغربية علانية.