وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية ضم القرم لروسيا الاتحادية وذلك بعيد اعتراف موسكو بإعلان القرم جمهورية مستقلة.
وفي رد فعل سريع دعى الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى اجتماع لمجموعة الدول السبع الكبار “جي 7” لبحث ما وصفه بالتصعيد الروسي في القرم.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن أوباما وجه دعوة لقادة دول المجموعة التى تضم روسيا بالإنضمام إليه في لاهاي الأسبوع المقبل حيث سيحضر قمة الأمن النووي بهدف بحث الأزمة في القرم وكيفية دعم أوكرانيا.
وتضم مجموعة “جي 7″ كلا من الولايات المتحدة الامريكية ،كندا،فرنسا،بريطانيا،ألمانيا،إيطاليا واليابان وذلك بعدما استبعدت المجموعة التى كانت تعرف سابقا ب”جي 8” روسيا من عضويتها بسبب أزمة القرم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أن شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، مضيفا أن روسيا لا تسعى الى الدخول في مواجهة مع الغرب، ولكنها تدافع عن مصالحها.
وتساءل في كلمة القاها امام جلسة مشتركة لمجلس النواب والمجلس الاتحادي في موسكو “علينا ان نقرر ما اذا كنا مستعدين للدفاع عن مصالحنا الوطنية، او اننا سنفرط بها الى الأبد؟”
ومضى للقول “يحاول بعض الساسة الغربيين اخافتنا ليس بالعقوبات فقط بل بتهديدنا بمشاكل داخلية، اريد ان اعرف ماذا يقصدون، نحن نعتبر هذه التصريحات غير مسؤولة وعدوانية وسنرد عليها بالطريقة المناسبة.”
ويتعين على المحكمة الدستورية في روسيا النظر في الاتفاق المفترض قبل التصديق عليه من جانب البرلمان، غير أن مراسلا لـ(بي بي سي) في موسكو يقول إن هذه الإجراءات قد تكتمل خلال أقل من أسبوع.
وكان 97 في المئة من سكان القرم قد أيدوا في الاستفتاء الذي أجرى الأحد الانضمام إلى الاتحاد الروسي
سخرية
وكان أعضاء البرلمان الروسي قد سخروا من العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي على بعض المسؤولين الروس والاوكرانيين لاتهامهم بالتورط في “ضم القرم”.
وفي غضون ذلك، نفى رئيس الحكومة الاوكرانية الجديدة ارسيني يتسانيوك ان تكون كييف تسعى للانضمام الى حلف شمال الاطلسي.
وفي جلسة خاصة لمجلس النواب الروسي “الدوما” صباح الثلاثاء تبنى الأعضاء بالإجماع بيانا ساخرا يطالب واشنطن والاتحاد الأوروبي بأن تمتد العقوبات لتشمل عدة مئات أخرين من المسؤولين الروس.
وقال البيان “نقترح على السيد أوباما والموظفين الاوروبيين بأن تشمل عقوباتهم جميع أعضاء الدوما الذين صوتوا على هذا البيان”.
ضم القرم
وتعكس الخطوة الروسية تحديا واضحا للانتقادات الحادة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان للاستفتاء الذي أجرى في القرم وأسفر عن تأييد الغالبية الكاسحة للانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال إن الولايات المتحدة “مستعدة لفرض مزيد من العقوبات”، مشير إلى أن هذا يتوقف على ما إذا ما كانت روسيا ستصعد أم تتراجع في موقفها من القرم.
من جانبها أعلنت الحكومة اليابانية إنها سوف تعلق مباحثات مع موسكو بشأن الاستثمار وتخفيف إجراءات استخراج تأشيرات الدخول.
وقال يوهيشيدي سوجا، وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، إن خطوة بلاده تأتي في إطار العقوبات المفروضة على روسيا.
أوكرانيا والناتو
في هذه الاثناء قال رئيس الوزراء الانتقالي في أوكرانيا إن بلاده لن تسعى للانضمام إلى عضوية حلف شمال الاطلسي “الناتو”.
وفي محاولة لتخفيف حدة المخاوف الروسية من توجهات أوكرانيا السياسية الجديدة أكد أرسني ياتسينوك الذي ينظر إليه على أنه حليف للغرب أن بلاده تضم قطاعا كبيرا من المواطنين ذوي الاصول الروسية وأن السعى لعضوية الناتو ليس مطروحا على قائمة أولوياته.
وأضاف ياتسينوك أن سياسة حكومته تتمحور حول عدم تركيز السلطة وأن سعي بلاده للمشاركة مع أوروبا لت تغفل مصالح المواطنين ذوي الاصول الروسية للحفاظ على وحدة البلاد.