أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة، وهو ترشح يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل هذا البلد لما قد يشكله استمراره في السلطة من توتر قد يصل الى انفجار سياسي واجتماعي بسبب العجز البين في تنفيذ مسؤولياته الرئاسية.
وطيلة شهور ونسبة من زعماء الأحزاب وصناع الرأي يطالبون بتفعيل المادة 88 من الدستور الجزائري التي تنص على خلع الرئيس بسبب العجز عن القيام بدوره بعدما حطم رقما قياسيا في الغياب عن كرسي الرئاسة بسبب المرض لاسيما منذ أبريل الماضي حتى الآن بعدما قضى شهورا في فرنسا (أبريل-سبتمبر)، ويقضي الكثير من الوقت في الفراش طريحا بدل مكتبه. بل قد يكون الرئيس الوحيد في العالم الذي يتوفر في مسكنه الرئاسي على غرفة عناية مركزة متطورة لإنقاذ حياته إذا أصيب بأزمة صحية طارئة.
ولعل من عناوين عجز بوتفليقة أنه ربما المرشح الوحيد في العالم الذي لم يعلن ترشحه علانية بل تولى شخص آخر وهو رئيس الحكومة عبد المالك سلال إ‘لان ترشيحه باسم إلحاحية المجتمع المدني. وهنا يختلف بوتفليقة جذريا عن صديقه الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشابيس الذي رغم مرضه استطاع أن يعلن ترشحه في تجمع سياسي ضخم.
ولخصت جريدة الشروق الجزائرية اليوم في صفحتها الأولى اليوم ردود فعل زعماء الأحزاب من خلال عناوين بارزة مثل إصرار رئيس الحكومة السابق بن فليس على الترشح وإعلان زعيم الإسلاميين جاب الله المقاطعة. وكتبت جريدة “الجزائر نيوز” عنوانا دالا “قيصر الجزائر الخفي يترشح”
وتبقى المفارقة هو تشديد بوتفليقة منذ يومين على ضرورة حياد مؤسسات الدولة الجزائرية في الحملة الانتخابية، وتعلق الجريدة الرقمية “كل شيء عن الجزائر” أن رئيس الحكومة عبد المالك سلال هو مدير حملة بوتفليقة وبهذا ستكون كل مؤسسات الدلة في خدمة بوتفليقة لاختياره مرة رابعة رئيسا للبلاد.
ويأتي ترشح بوتفليقة في وقت تعيش فيه البلاد توترا حقيقيا على مختلف المستويات، سياسيا من خلال الأزمات التي تمر منها الأحزاب وخاصة جبهة التحرير الوطني، وأمنيا وعسكريا ويتمثل في المواجهة القائمة بين قيادة الجيش وقيادة المخابرات، هذه الأخيرة التي اعتبرت، وفق مقريبن منها في تصريحات للصحافة أبرزهم الجنرال حسين بن حديد، أن ترشيح بوتفليقة قد يكون كارثيا على البلاد. واقتصاديا من خلال ارتفاع الواردات الى مستوى مهول تجاوز 60 مليار دولار وتراجع عائدات النفط الأمر الذي سيجعل شراء السلك الاجتماعي صعبا.
وتكشف مختلف التجارب وبدون استثناء أن ترشح رئيس مريض ومتقدم في السن وينتمي الى الحرس القديم يترتب عنه مضاعفة التوتر في البلاد خاصة إذا كان قد فشل في السنوات الأخيرة في تلبية تطلعات الشعب وأساسا قطاع الشباب.
ولعل العامل الذي سيزيد من خطورة الأوضاع في الجزائر هو انتماءها الى منطقة سياسية وثقافية هي العالم العربي الذي يعيش رياح تغيير قوية غير محددة زمنيا.