بدأت تلوح بوادر باحتمال إلغاء تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2022 في قطر بعدما بدأت تشتد الحملة ضد هذا البلد الخليجي متهمة إياه بشراء أصوات اتحادات إفريقية وأسيوية وصعوبة إجراء مباريات في فصل الصيف ثم التنديد بالعمل الأقرب للعبودية للعمال الذين يشيدون الملاعب التي ستحتضن هذه التظاهرة التنظيمية.
وحتى الأمس القريب، شغلت قطر العالم بقناتها الإخبارية القوية “الجزيرة، وبدورها الدبلوماسي البارز في الربيع العربي والكثير من النزاعات الدولية، والميزانيات الضخمة لشراء عقارات ودور الموضا وتحف فنية واستثمارات في الغرب وأساسا فرنسا، والآن تشغل المراقبين بتراجعها السريع.
ومن علامات هذا التراجع السريع، فقدانها الريادة الدبلوماسية في العالم العربي بل وأصبحت تشير إليها اصابع الاتهام بالتورط في تنظيم القاعدة في سوريا، وأصبحت استثماراتها غير مطلوبة في الغرب، وتراجعت شعبية سلاحا الإعلامي الجزيرة.
ولكن يبقى الملف الذي تعاني منه قطر حاليا وتتعرض بسببه لحملة قوية هو تنظيمها لكأس العالم 2022. وتركز الصحافة الغربية هذه الأيام حملتها ضد ما تعتبره عبودية يتعرض لها عمال الهند وباكستان والنيبال وبنغلاديش الذين يشيدون ملاعب كرة القدم التي ستحتضن تصفيات 2022. وتتناوب الصحف الغربية الكبرى في الحدث عن هذه العبودية في خطة إعلامية يبدو أنها مدبرة أكثر منها بالصدفة.
وقد كتبت نيويورك تايمز الأمريكية عن الموضوع، وعالجته بعدها ذي غارديان البريطانية، كما تطرقت له لاحقا دير شبيغل الألمانية، والآن جاء دور الصحافة الفرنسية وعلى رأسها جريدة لوموند الواسعة التأثير التي كتبت يومه السبت كخبر رئيسي في صفحتها الأولى “قطر: آلاف العبيد في ورشات بناء ملاعب كأس العالم”.
الربورتاج الذي تنشره لوموند بتضمن شهادات ورصد لواقع اليد العاملة القادمة من دول باكستان والهند وبنغلاديش والنيبال وتصفه بالعبودية في القرن الواحد والعشرين. وتتساءل، كما تتساءل باقي الصحافة الغربية عن مفهوم تنظيم كأس العالم الذي يهدف الى تعزيز الروابط الإنسانية في بلد يدوس على الإنسانية باستعباد العمال.
ولا تتوقف المفاجأة عند هذا، فقد كشفت صحيفة “صنداي تايمز″ البريطاينة أن “لجنة الاخلاق والقيم” في “الفيفا” عينت مايكل غارسيا رئيس جهاز الانتربول (البوليس الدولي) السابق من أجل التحقيق حول تقديم حكومة قطر رشاوي لبعض الاتحادات الكروية، والافريقية خاصة، من أجل التصويت لصالحها لتنظيم هذه المسابقة الكروية الأهم في العالم.
وفي تطور آخر، يؤكد رئيس الفيفا جوزيف بلاتر أنه ارتكب خطئا عندما منح تنظيم كأس العالم لقطر دون أن يأخذ بعين الاعتبار الحرارة التي تكون مرتفعة خلال الصيف.
وهذه العوامل المشتركة، العبودية والرشوة للفوز بالأصوات وعامل الحرارة، تجعل بوادر سحب كأس العالم من قطر واردة للغاية لاسيما في ظل اشتداد الضغط الدولي هذه الإمارة الخليجية واهتمام الرأي العام بالوضع الحقوقي والسياسي بها وبدء ارتفاع أصوات ذات وزن سياسي ورياضي تعارض إجراء كأس العام في قطر.