يعاني رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران من غياب أجندة خارجية، إذ يعتبر الأقل زيارة للخارج في تاريخ رؤساء الحكومات المغربية، وربما هذا الوضع سيتفاقم بعد تبنيه موقفا مؤيدا لحركة الإخوان المسلمين في ملتقى شبيبة العدالة والتنمية برفعه شعار “رابعة العدوية”، وهو عمل يجعل منه مخاطبا غير مرحب به لدى الخليج العربي الشريك الرئيسي سياسيا واقتصاديا للمغرب حاليا.
ومن خلال استعراض الأجندة الخارجية لبنكيران ومقارنتها بباقي رؤساء الحكومات السابقين، يظهر جليا أنه الأقل زيارة للخارج، إذ لم يسبق أن قام بزيارة رسمية الى أوروبا باستثناء واحدة غير رسمية الى اسبانيا.
ويبدو أن هذا الاتجاه سيستمر بل سيتفاقم بسبب ما يشهده الربيع العربي في مصر أساسا. فتبني حزب العدالة والتنمية موقفا لصالح حركة الإخوان المسلمين بشكل علني وقوي جعل المؤسسة الملكية تتوجس من تأثيراته على مصالح المغرب خاصة مع دول الخليج العربي التي تعتبر الشريك الأول المساعد للمغرب في الأزمة الاقتصاجية الحالية.
لكن المنعطف يبقى في قيام رئيس الحكومة بنكيران، وإن كان بصفته كأمين عام للحزب، برفع شارة رابعة العدوية في الملتقى الوطني لشبيبة الحزب مساء الأحد الماضي في الدار البيضاء.
رفع الشارة تجعل من بنكيران مخاطبا غير مرحب به لدى دول الخليج العربي بصفة نهائية، وهي الدول التي تعتبر السند الحقيقي للمغرب حاليا سواء سياسيا من خلال الضغط على إدارة باراك أوباما لكي يتبنى موقفا لينا في ملف الصحراء أو في ملف المساعدات الاقتصادية.
وعلى المستوى الداخلي، فموقف حزب العدالة من تطورات مصر والربيع العربي والتي تخالف توجهات المؤسسة الملكية قد يترتب عنها صعوبات حقيقية في التعديل الحكومي. ولا يفهم تردد الأحرار في حسم مفاوضات التعديل الحكومي سوى بالتقييم الجاري وسط الدولة المغربية حول إيجابيات وسلبيات استمرار العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة.