زار ملك اسبانيا خوان كارلوس العربية السعودية في نهاية الأسبوع الماضي، وهي الزيارة الخامسة لمنطقة الخليج العربي خلال شهور معدودة جدا، وتراهن اسبانيا على هذه المنطقة للحصول على صفقات كبرى ومنها الأسلحة، حيث تريد مدريد بيع فرقاطات متطورة للبحرية السعودية بأكثر من خمسة مليارات دولار.
ورافق ملك اسبانيا في هذه الزيارة كل من وزير الدفاع بيدرو مورينيس ووزيرة البنيات التحتية آنا باستور ووزير الصناعة مانويل صوريا. وهي زيارة تحمل طابع الأعمال أكثر منها سياسية خاصة وأن ملك العربية السعودية عبد الله بن عبد العزيز لم يستقبل الملك، وهذه أول مرة يزور فيها الملك خوان كارلوس العربية السعودية ولم يستقبله الملك السعودي.
الزيارة تخلف ارتياحا وسط رجال الأعمال الإسبان لأنهم يعتبرون السعودية فرصة للمستقبل بسبب استثمارها أكثر من 300 مليار دولار لتجديد بنياتها التحتية والأسلحة خلال السنوات المقبلة. وتاريخيا يشتكي رجال الأعمال الإسبان من هيمنة الفرنسيين والأمريكيين والبريطانيين والألمانيين على صفقات الخليج ومنها السعودية بينما يبقون خارج اللعبة وبدون الاستفادة من الكعكة التجارية السعودية. وتؤكد الجرائد الاقتصادية الإسبانية أن الملك خوان كارلوس ضروري لفتح الطريق. وهناك أوساط تنتقد دور الملك وتتهمه بأخذ عمولات من الصفقات. ووجهت الجريدة لارقمية “الجمهورية” نقدا قويا أمس لزيارة الملك للسعودية.
وشكلت زيارة اسبانيا فرصة لتجاوز الخلافات التي نشبت بين السعودية اسبانيا حول بناء القطار السريع بين مكة والمدينة، وتتراوح الصفقة قرابة سبعة ملايير يورو ، وهي أعلى صفقة حصلت عليها اسبانيا في الخارج. وحصلت اسبانيا على صفقات في المجموع تفوق 14 مليار يورو خلال الثلاث سنوات الأخيرة كلها في البنيات التحتية.
ووفق ما يروج في اسبانيا، فقد انتهت الزيارة باتفاق مبدئي حول احتمال اقتناء العربية السعودية لسفن حربية متطورة من صنع اسباني. وخصصت العربية السعودية أكثر من مائة مليار دولار لتطوير سلاحها البحري خلال العشر سنوات المقبلة بمعدل عشرة ملايير دولار سنويا. وتعتزم العربية السعودية وفق جريدة آ بي سي الإسبانية اقتناء 20 فرقاطة حربية و90 سفينة دورية و20 غواصة علاوة على مدمرات وسفن حربية أخرى.
وترغب اسبانيا في بيع ست فرقاطات للرياض تصنعها شركة ناتفيا وهي من نوع ف-100، وسترسل اسبانيا فرقاطة الى السعودية وهي “فرقاطة كريستوفر كولون” لتختبرها البحرية السعودية.
وتعتبر هذه الفرقاطة مثالية للبحرية السعودية، وفق الخبراء، بفضل رادارات قوية وإمكانية ضرب أهداف جوية وهي على بعد 170 لكم بفضل صواريخها س إم 2. وقد اقتنت دول ذات تاريخ عريق في البحار مثل النروج وأستراليا هذه الفرقاطات لبحريتها الحربية.
وترغب السعودية في تنويع الفرقاطات وعدم الاعتماد على دولة واحدة، ولهذا فهي قد تقتني من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا وألمانيا.
ولمعرفة تاثير الصفقة في حالة فوز اسبانيا بست فرقاطات، تنشر آ بي سي منذ يومين “ست فرقاطات كافية لضمان عشر سنوات من العمل في مصانع فيرول التي تنتج فرقاطة ف 100”. وتساوي كل فرقاطة اسبانية أكثر من مليار يورو.