احتضنت واشنطن اجتماعا للدول الكبرى عالج التنسيق في اكتشاف الفضاء بشكل يعود إيجابا على البشرية وتفادي سباق غزو هذا الفضاء، ويتزامن هذا في وقت بدأت عدد من الدول الكبرى تهتم بالفضاء بل وأرسلت مركبات فضائية خلال سنة 2013 مثل الصين والهند علاوة على الريادة التي تمتلكها روسيا والولايات المتحدة في هذا الشأن.
وجرى الاجتماع في وزارة الخارجية الأمريكية الخميس الماضي بمشاركة الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند واليابان والبرازيل وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ضمن دول أخرى. ويحمل اللقاء عنوان “المنتدى الدولي لاكتشاف الفضاء”.
وعلق ويليام برنس، المسؤول الثاني في الخارجية الأمريكية وفق تصريحات نقلتها مواقع رسمية أمريكية”لدينا مصلحة جماعية لنفهم غزو المجموعة الشمسية وتحقيق التقدم وتوسيع قادة الشعوب والدول التي ستستفيد من الاكتشافات الفضائية”.
ويرى هذا المسؤول في تصريحات للصحافة أن الدول المشاركة عليها أن تتحلى بالشجاعة السياسية للبحث عن تعاون وتوافق في غزو الفضاء.
وخلال الحرب الباردة، شهد العالم سباقا نحو غزو الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، لكن في الوقت الراهن يحل التعاون والتنسيق تدريجيا بين الدول الكبرى الراغبة في غزو الفضاء، حيث تعتقد أن هذا الأمر يهم مستقبل البشرية والحضارة الإنسانية وليس فقط دولة دون الأخرى أو ثقافة دون الأخرى رغم تفاوت التقدم بين الأمم المتحدة.
وشهد العالم سنة 2013 قفزة نوعية في غزو الفضاء، فقد أرسلت الهند يوم 5 نوفمبر الماضي صاروخا نحو الفضاء على متنه مركبة ستنزل على سطح المريخ خلال لاشهور المقبلة، ويوم 14 ديسمبر الماضي هبط المسبار القمري الذي أرسلته الصين الى سطح القمر، وبهذا فهو أول مركبة تنزل على سطح القمر خلال القرن الواحد والعشرين.
ومن جانبها، أعلنت الولايات المتحدة عزمها إرسال أول مركبة فضائية مأهولة الى كوكب المريخ بعدما نجحت في إرسال المسبار كيريوزيتي السنة الماضية الى هذا الكوكب الأحمر ويقوم حاليا بدراسته.
وسبق للدول الكبرى أن شاركت في برنامج فضائي رائد وهو “المحطة الفضائية الدولية” بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكندا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى. وهذه المحطة التي بلغت ميزانيتها مائة مليار دولار توجد على بعد 400 كلم من الأرض وتتوفر على أربعة مختبرات تجري فيها تجارب بعيدة عن جاذبية الأرض.
لكن برنامج “المنتدى الدولي لاكتشاف الفضاء” طموح أكثر لأنه يتعلق باكتشاف المجموعة الشمسية وخارج هذه المجموعة وهو برنامج يتعلق بالعقود المقبلة ويهم مستقبل الإنسانية.
وخلال الثلاثة عقود الأخيرة، طرح عدد من العلماء والمفكرين المهتمين بالفضاء ومستقبل البشرية ضرورة تعاون الدول الكبرى في غزو الفضاء وأن لا ترهن هذا التعاون بالخلافات السياسية والإديولوجية فوق الكوكب الأرضي.
ومن الكتابات الرائدة في هذا المجال كتاب “موقع الإنسان في الفضاء: التاريخ الكبير ومستقبل الإنسانية” لصاحبه فرد سبيير الذي يرى أن تطور الإنسانية واستمراها رهين بالتقدم الذي ستحققه في غزو الفضاء.