يعود التوتر بين المغرب والجزائر على خلفية نزاع الصحراء، حيث اتهمت الرباط الجارة الشرقية بالعمل على توظيف الاتحاد الإفريقي في هذا النزاع. وعمليا، ترغب الجزائر بدعم من حلفاءها الأفارقة تحويل الاتحاد الى الناطق باسم جبهة البوليساريو مستقبلا وخاصة أمام الأمم المتحدة.
وشهدت عاصمة جنوب إفريقيا، جوهانسبورغ يومي الأحد والاثنين الماضيين قمة للاتحاد الإفريقي، وانتهت بتوصيات لا تصب في مصلحة المغرب. ومنها مطالبة الاتحاد الإفريقي للأمم المتحدة على مستوى مجلس الأمن والجمعية العامة بتحديد تاريخ إجراء استفتاء تقرير المصير، ووصف النزاع ب “الاستعماري”.
ولعبت الجزائر رفقة دول أخرى دورا رئيسيا في هذه التوصية، الأمر الذي جعل وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار يدلي يومه الأربعاء بتصريحات نارية تجاه هذا البلد. واتهم “الجزائر باستغلال الاتحاد للإساءة لصورة المغرب في نزاع الصحراء”.
وترغب الجزائر في تحويل الاتحاد الإفريقي الى منبر أساسي في الدفاع عن أطروحة البوليساريو ضد المغرب وخاصة في الأمم المتحدة. فتوصية الاتحاد الإفريقي هي حلقة ضمن مسلسل مستمر.
وكانت الحلقة الأولى هي قمة أبوجا خلال أكتوبر من سنة 2013 التي حشدت دعما قويا للبوليساريو. وجاءت الحلقة الثانية بتعيين مبعوث خاص للاتحاد الإفريقي وهو رئيس الموزامبيق السابق خواكين شيصانو. وتعتبر قمة الاتحاد الإفريقي هي الحلقة الثالثة. وهذه الحلقة لا تتجلى فقط في ترديد تقرير المصير، فهو موقف كلاسيكي منذ سنوات طويلة بل في محاولة تحويل الاتحاد الإفريقي الى المنبر الرئيسي للدفاع عن قضية البوليساريو في المنابر الدولية.
وعلى رأس هذه الاستراتيجية الدور المرتقب للاتحاد الإفريقي في أشغال القمة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال سبتمبر وأكتوبر المقبلين من خلال الضغط والخروج بتوصية تنص على تحديد تاريخ لإجراء استفتاء تقرير المصير. ورغم أن التوصية لن تكون ملزمة، إلا أنه في حالة صدورها قد تشكل حرجا حقيقيا للمغرب.
وتمضي الجزائر في تطبيق هذه السياسة بفضل تنسيقها المتين مع دول إفريقيا الأنجلوسكسونية مثل جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا علاوة على دول أخرى، وهو التكتل الذي يسيطر حاليا على الاتحاد الإفريقي.
مقال ذو صلة:
31 أكتوبر 2013: الجزائر ترغب في تحويل المغرب الى أبارتهايد القارة الإفريقية