تدخلت الدول السنية بقيادة العربية السعودية عسكريا ابتداء من ليلة الخميس في اليمن لمواجهة الحركة الحوثية التي تدعمها إيران، وبهذا تتحول الساحة اليمينة الى المسرح الحقيقي لحرب بين الشيعة والسنة لا يمكن التكهن بالانعكاسات التي تحملها. ويعتبر المغرب من الدول المشاركة في هذه الحرب.
وتعيش اليمن تطورات درامية منذ سنوات نتيجة التوتر على مستويات متعددة، الأول وهو المستوى الديمقراطي بعد الربيع العربي، والمستوى الثاني وانفجر قبله وهو رغبة الحوثيين في إيجاد فضاء سياسي لهم في البلاد، والمستوى الثالث وهو الأقدم ويتجلى في رغبة الجنوب الانفصال عن الشمال. وينضاف الى كل هذا تغلغل القاعدة في جنوب البلاد.
وتجري كل هذه التطورات في بلد يحمل كل أفراده تقريبا سلاحا، لكن الذي زاد من التوتر كل سقوط اليمن في الاستقطاب الديني-الإقليمي بين دول الخليج التي لم تهتم به نهائيا من قبل بل تعاملت معه باحتقار، وبين إيران الشيعية التي وجدت في اليمن فرصة لمحاصرة الدول السنية في شبه الجزيرة العربية بعدما عززت نفوذها في العراق.
وخلال الشهور الأخيرة، استطاعت الحركة الحوثية السيطرة على معظم اليمن بالتحالف مع عدوها أمس، الرئيس المخلوع عبد الله صالح. وشكل توجهها نحو الجنوب إنذارا حقيقيا للدول السنية في شبه الجزيرة العربية بل ولمجموع الدول السنية في العالم الإسلامي التي وقفت على الدعم الإيراني القوي للحوثيين.
وتحت مبرر دعم السلطة الشرعية التي يمثلها عبد ربه منصور هادي، تدخل سلاح الجو لعدد من الدول العربية بقيادة السعودية التي وفرت أكثر من مائة طائرة وكذلك المغرب بمشاركة ست مقاتلات لقصف القوات الحوثية في مختلف منتطق البلاد.
وإذا كانت المواجهات في سورية متعددة بين أطراف في السنة وبين السنة والشيعة، فتعتبر واضحة في اليمن، يوجد إجماع وسط المحللين الدوليين أنها حرب بين السنة والشيعة، السنة بقيادة العربية السعودية ودعم من دول الخليج والمغرب ومصر والسودان وباكستان، بينما يمثل الشيعة الحركة الحوثية.
لم تتردد إيران ووسائل الاعلام التابعة لها بل وبعض الحركات مثل حزب الله في وصف القصف الذي تتعرض له اليمن بقيادة السعودية بالهجوم الغادر والجبان المخالف للقانون الدولي، وطالب وزير خارجيتها محمد جواد ظريف بنهاية ما يعتبره العدوان المتعدد.
ومثل القضية السورية، تساهم القضية اليمينة في انقسام وسط المجتمع الدولي، دعمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا العمل العسكري بل ووفرت له الدعم اللوجيستي وخاصة البنتاغون، ومن جهة أخرى، تحفظت الدول الكبرى الأخرى مثل الصين وروسيا مؤكدة أن العمل العسكري لن يحل الصراع.
وبعد اندلاع هذه الحرب، يجهل التطورات التي يمكن أن تتخذها على المدى القريب خاصة إذا قرر الحوثيون مهاجمة العربية السعودية. ولكن قد يشكل شرارة حرب دينية بين الشيعة والسنة تنضاف الى التمزق الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي.